الهدية «كتاب»
خليل المعلمي

خليل المعلمي –
> قيل في السابق «الهدية على قدر مهديها». والبعض يثمن الهدية بمقدارها وبقدر الشخص الذي تهدى إليه وفي وقتنا الحالي قد نفتقر إلى الهدية وقد لا نجد مهديها. يجد المثقفون والأدباء والمهتمون بالشأن الثقافي وعشاق القراءة والمطالعة في «الكتاب» الهدية المفضلة لديهم لإشباع رغباتهم في التصفح والقراءة والاطلاع والتزود بكل ما هو جديد في هذا العالم. ومنذ عدة سنوات دأبت العديد من المجلات العربية في إهداء قرائها «كتاب» يأتي ضمن كل إصدار من المجلة دون أن يتغير سعر المجلة أو يقلل من قيمتها الثقافية محققة بذلك مبيعات عالية حتى نفاد الكمية بصورة سريعة وتهافت الجميع على شرائها. وحسن أن نذكر هذه المجلات منها «دبي الثقافية» الصادرة من دبي ومجلة «الدوحة» القطرية ومجلة «تراث» الاماراتية و»المجلة العربية» الصادرة من السعودية حيث يتم اختيار هذه الكتب بعناية فائقة حيث تتنوع بين النقد والفكر الرواية والشعر وغيرها من المجالات الأدبية الأخرى. فما أجمل أن تكون الهدية كتابا في هذا العصر الموصوف بعصر السرعة والذي ربما يخلو من التقارب الاجتماعي بين الأصدقاء والأهل ومع تدني القدرة الشرائية لدى الكثير. وفي ظل ثورة المعرفة تزداد الحاجة إلى أدوات القراءة المختلفة كالكتب والمكتبات والمنتديات والمراكز الثقافية والأندية لأنها المدخل الأساسي للعلم والمعرفة حيث لا يمكن لأي شعب أن ينتسب إلى هذا العصر ما لم يكن متعلما مثقفا متنورا ولهذا تصبح القراءة جواز السفر إلى المستقبل. وأشير إلى مقولة مشهورة لـ»فولتير» قالها قبل عشرات السنين «الذين يعرفون كيف يقرأون سيقودون الجنس البشري إلى المستقبل» وعلى ذلك الأساس يجب أن تكون القراءة في سلم أولويات المجتمعات والشعوب والأفراد والمؤسسات. كما أن من الواجب تبني مشاريع ثقافية تأخذ الجميع على اقتناء الكتب خاصة منهم النشء والشباب فهم الجيل الذين نعتمد عليهم ليكونوا أمل هذه الأمة وقادتها في المستقبل. إن هذه المؤسسات الإعلامية السابقة الذكر تقدم لنا تجربة نموذجية رائعة ما علينا إلا أن نقدم لها الشكر والتحية ونشيد بجهودها في سبيل ذلك ونتمنى تعميمها على بقية المؤسسات الداعمة للشأن الثقافي.. خاصة أن دعمها للمثقف يأتي تحت تدني القدرة الشرائية لدى المواطن العربي والحيلولة دون وصول الكثيرين إلى المعرفة واقتناء أدوات الثقافة المختلفة. وهذه دعوة صريحة لمؤسساتنا المحلية في دعم مشاريع القراءة المختلفة من توفير مكتبات عامة ودعم الشباب والفعاليات والأنشطة الثقافية المختلفة والسعي إلى طباعة أفضل الأعمال الإبداعية وإعادة توزيعها بأسعار تتناسب مع وضع المثقف اليمني. Kho2002us@gmail.com