سؤال يمني وإجابة غربية!
أمين الوائلي
أمين الوائلي –
سألت دبلوماسي من دولة أجنبية قبل أيام السؤال التالي: لماذا لا تفكر الحكومات والدول الغربية بتوجيه المساعدات والمنح المالية المقدمة لليمن إلى تنشيط ودعم الموارد الإنتاجية وتنميتها¿ بدلا من تبديد الأموال في مصارف عامة وعائمة لا يصل خيرها إلى غالبية السكان ولا يلمس أثرها وفائدتها المواطنون اليمنيون الذين يشكلون القاعدة العريضة في المجتمع¿ فمثلا أنتم تتحاشون باستمرار مناقشة دعم وتمويل النشاط الزراعي والإنتاجي واستصلاح الأراضي الزراعية وتخصيص برامج تمويل آنية وطويلة المدى تستهدف النشاط الزراعي!.
❊ وكما كنت أتوقع فقد حصلت على إجابة دبلوماسية لا تخلو من التحفظ الأجنبي اعتبر النشاط الزراعي (شأنا محليا ووطنيا يخص الحكومات والسلطات اليمنية وليس الحكومات الأجنبية) وكان بودي أن أقول له: ولكنكم تتدخلون في كل شيء من المناهج الدراسية إلى تنظيم النسل والأسرة إلى كتابة الدساتير والقوانين وحتى السجلات الانتخابية والأحوال المدنية وناهيك عن السياسة والاتجاهات العامة للسياسة المالية والاقتصادية.
❊ فلماذا يجوز لكم التدخل في كل هذه المجالات وعندما يتعلق الأمر بالزراعة والإنتاج والتنمية المحلية والمجتمعية يقال هذا شأن (محلي ووطني)¿ وكأن السيادة هنا فقط وليست في المجالات السيادية الأخرى التي لم تعد شأنا محليا ووطنيا بقدر ما صارت ملفات مستباحة وتخضع للابتزاز والمقايضة بالديون والقروض ومساعدات التجويع المنظم¿!
❊ الذنب في الأول والأخير لا يقع على كاهل الأجانب بل في حقيقة الأمر نحن من نتحمل المسؤولية وحكوماتنا الوطنية أهملت التنمية والإنتاج الغذائي والحيواني والسمكي وراحت تلهث وراء البرامج السياسية وتمويل الندوات والمؤتمرات والبرامج النظرية على صلة بثقافة الاستهلاك السياسي والدعائي التي لا تتوزع عقلا ولا تشبع بطنا!! والموضوع أخطر من هذا بكثير.
Ameenone101@gmail.com