البحر الأحمر.. والأمن القومي العربي!!
أحمد عبدربه علوي
أحمد عبدربه علوي –
> لا بد وأنت تغوص بذاكرتك المثقلة بالهموم جراء ما وصلت إليه أحوالنا عن ما يجري في منطقتنا العربية وخاصة منطقة «البحر الأحمر وموقع باب المندب» والقرن الأفريقي تلك المناطق الهامة التي تقع على خط التماس الجغرافي والتاريخي بين العالمين العالمين العربي والأفريقي ومن ثم يقع على عاتق هذه المنطقة مسؤولية كبيرة في صياغة هذه العلاقة الاستراتيجية التي يمكنها الإسهام إلى حد كبير في بناء نظرية للأمن القومي العربي والأمن الأفريقي المشترك تستند إلى أهمية البحر الأحمر الكبرى على المستوى الاستراتيجي سواء السياسي أو الاقتصادي أو الأمني أو حتى الاجتماعي على أساس أنه قد ولت عهود الفصل الاستعماري وكذا التبعيات التي كانت قائمة في عصر الحرب الباردة بين المعسكر الاشتراكي والمعسكر الغربي الأوروبي.. وفي ظل هذه الأجواء والعواصف المتقلبة على هذه المنطقة أصبح «مدخل البحر الأحمر عند باب المندب» في حالة خطيرة تهدد تجارة ومصالح العالم كله بعد أن تنامت فيه «اعتداءات القراصنة الصوماليين» وغيرهم يهددون التجارة العالمية وكل سفينة تمر من هناك ومع أن بعضا من دول العالم قد حركت بعضا من القطع البحرية إلى هذه المنطقة لكي تواجه هذه القرصنة إلا أن هذا لم يمنع استمرارها هناك بسبب طول السواحل الصومالية والتي تمتد من مدخل البحر الأحمر وحتى تطل على المحيط الأطلنطي كما أن الأخطر في هذا الواقع الجديد هو داخل بلادنا التي تسيطر عليه من الجانب الشرقي للبحر الأحمر على مدخل باب المندب الهام وهو المدخل الذي تعبر منه جميع السفن والمراكب سواء القادمة من الشمال إلى جنوب أفريقيا أو لجنوب آسيا أو القادمة من الجنوب متجهة إلى أوروبا وأمريكا لا خلاف عليه لأهميته .. ونظرا لما تمثله منطقة القرن الأفريقي دائرة اهتمام خاصة لمجموعة الأسرة العربية فبعض هذه الدول أعضاء في جامعة الدول العربية كالسودان والصومال وجيبوتي وهي تعتبر من أهم مناطق التماس بين الوطن العربي والقارة الأفريقية كدولة أثيوبيا وكينيا واريتريا وحدة متشابكة القضايا متشابهة المشكلات ولم تكن أوضاع القرن الأفريقي في الماضي باعثة على القلق بالحجم الذي نراه اليوم وما أصبحت عليه الآن إلا من يوم ما دشنت إسرائيل أنفسها في جلب الفتن والمشاكل بين أثيوبيا واريتريا في منطقة القرن الأفريقي وسعيها الدؤوب إلى تأجيج النزاع بين بلادنا واريتريا ضمن مخططاتها وأهدافها حيث وأن كل المناوشات والأعمال المريبة التي تحدث في منطقة القرن الأفريقي مسببها إسرائيل لغرض تواجدها الفاعل في المنطقة للسيطرة على البحر الأحمر من وراء النزاع الذي تصنعه بين بلادنا ودولة اريتريا الهدف منه تدويل المشكلة وتحويلها إلى نزاع على سيادة جزر أرخبيل حنيش من خلال نزاع الحدود اليمنية الاريترية التي أدركت الأهمية الاستراتيجية لمضيق باب المندب في وجه الملاحة الإسرائيلية خلال حرب اكتوبر 1973م الذي جعلها لا تشعر بأي توتر عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر الذي يصفه البعض بأنه بحيرة عربية ليس بعيدا عن مصالح العرب الكبرى ولعل الصراع الذي حدث بين أثيوبيا واريتريا وهما دولتان غير عربيتين في تلك المنطقة وجد المختصون والمتابعون أن إسرائيل قد تورطت بشكل أو بآخر ف