نعمة المطر ونقمة الظلام
عمر كويران
عمر كويران –
ليس في الشهر الكريم فحسب تتجلى النعم على السعيدة اليمن و تتمرس مظاهر النقم ولكن في الشهر الكريم تطفوا معالم الانزعاج بوجه كل فرد حين لا يتمكن من قضاء ليلة ممتعة في هذا الشهر جراء المعاناة في طريق خطاه خلال هطول المطر الغزير خوفا من الوقوع في بحيرة ماء تسكنها حفرة بيارة وهبوط منحدر في ظلماء كالح السواد نتيجة الانقطاع المستمر لتيار الكهرباء حيث جل أعمال الناس في المساء . هنا يكون الحال غير مستقر لدى المجتمع.
عاصمة الظلام صنعاء آزال لا يأمن أحد الخروج بعد الفطور إلا من شق عليه ذلك الأمر .. فالجلوس بالمنزل جبرا هو المأمن من أي حدث قد يصيب أحد في لحظة كالحة ممطرة ومع إيمان التصديق بالقضاء والقدر إلا أن الحذر هو المانع للتجوال من أجل غرض لمسعى يجر إلى الشارع .. ناهيك عن الأصوات المؤرقة لمولدات الكهرباء التجارية التي تبعت على انعدام الارتياح لهدير مصحوب بأنواع الدخان باستنشاق مصدرها الممزوج بسموم الرائحة فكيف يمكن أن تصل السعادة وهذا الكم من المتنوعات في الطريق.
رمضان بمحتواه من عبادة ونشاط عام في بلادنا اليمن يقف الجميع في حيرة الظلام ليله الدامس حتى وإن كانت ساهمت جمهورية الصين بالإعانة لمجموع مصانعها للإضاءة في هذا البلد فظلام ليل رمضان مختلف عن أي ظلام في أخرى أشهر الأيام . فالكل هنا ينام بنسبة أكبر من أولئك الذاهبين أو العائدين في هذا الليل المدلهم بلونه الأسود . وهي مشكلة لا ندري متى يمكن حلها في مصطلح البيان المطلوب سماعه من الدولة . ولا أظن أن دولة من دول العالم تعيش أحلك الليالي الظلماء كاليمن.
هلال الأمانة .. عبدالقادر هلال .. لا ندري ماذا في جعبته من جديد لكيفية التعامل مع الكهرباء لرؤية العاصمة مساء كل ليلة من بعد المسافة وهي مضيئة بضياء الميجاوات في كل حي يسكنه بشر حتى نقول الأمين حقق الأمانة بأعجوبة فائقة وتعظيم سلام .. كما هو في مرسم خطته لتحسين معالم العاصمة .. فالكهرباء هي الأهم لمنظر يراه العامة بأضواء من على متن الطائرة ومشارف الباخرة ونوافذ السيارة الكل يرى صنعاء من دون حجاب مخيم عليها بالظلام .. ولو جمعنا مبالغ المستورد من هدير المولدات لا اكتفت اليمن بمساحة قياسها دون حاجة لمساندة أو مساعدة تقيها ما تعانيه من مسمى الكهرباء بطول هذه الفترة وعمر انقطاعها . فمن يا ترى ومتى سيعيد للسعيدة السعادة العامرة لحياة أبنائها مبتدئا بالكهرباء كأساس يؤمن حال الإنسان أن الأمل قد حان لمقومات تحكي عن حال جديد لمنطق المدنية الحديثة التي يتمناها أهل هذا الوطن بحذافير ما تحمله من معنى الحداثة بأضواء ساطعة لا تعرف الظلام سوى في ليالي رمضان أو كل ليلة من ليالي عمر البشر.