باقي عزم
معين النجري
معين النجري –
هناك الكثير من الأشياء التي نتمنى أن نقوم بها لكننا لا نفعل, ليس لأننا نعجز عنها ولكن لأننا لا نمتلك إرادة قوية بمستوى الأمنيات.
يهل علينا شهر رمضان المبارك فتنتابنا نشوة جميلة محملة بالكثير من الأمنيات وأحيانا النيات والعزم بأن نجعله شهر طاعات ونوافل وصيام وقيام , نفتتح يومه الأول مغمورين بهذه الفرحة التي تنسينا الكثير مما كنا عازمين عليه, وأحيانا تأتي أيامه الأولى ونحن مانزال نصارع طلبات المطبخ الرمضاني , فنتجاوز عن الكثير من المفردات التي كنا قد وضعناها في أولوياتنا الرمضانية.
وننتقل من يوم إلى آخر وكلما مر علينا ليل أجلنا أعمالنا إلى ليل آخر ومن نهار إلى نهار ونواعد أنفسنا بالعشر الأواخر باعتبارها الأكثر قدسية في رمضان وتضم في حناياها ليلة القدر خير من ألف شهر.
لكن شيئا لا يتغير فما تكاد تدخل علينا حتى ننشغل بطرق وأساليب توفير حاجيات العيد ومن مكان إلى آخر ومن سوق إلى ثاني لنستيقظ عند صوت المذيع(غدا أول أيام شهر الفطر وكل عام وأنتم بخير).
يشعر بغصة في الحلق وحجار في القلب لكنها سرعان ما تذهب وتضيع وسط دوامة الحياة المغبرة .
اكتب هذا اليوم لأنني أحد هؤلاء فالأمنيات الكثيرة ماتزال مجرد هؤلاء فالأمنيات الكثيرة ماتزال مجرد أمنيات ولم يتحول منها إلى واقع إلا القليل والقليل جدا .
ربما ماتزال هناك فرصة ولو بسيطة جدا لنتقرب أكثر من مساحة الأمنيات ونحاول أن نحولها إلى واقع.
لكن تظل الفرصة أكبر مادام هناك بقية من العمر فكل الأيام لله, ورب رمضان هو رب كل الشهور, وإذا أحسنا استغلالها فسنكون قد نجحنا في تحقيق الهدف من وجودنا.
سنكون في المكان الصحيح إذا أردنا فقط . وسنظل في دوامة الحياة نبحث عن منفذ للضوء, عن نفحة ربانية أخرى تساعدنا على الوصول, وإذا أردنا فسنجدها, فلله نفحات كثيرة لا تكاد تغرب واحدة إلا وتهل أخرى عل بني آدم يستغلونها ليجنبوا أنفسهم حر السعير .
قليل من العقل والحكمة والتفكر وسنجد الكثير من الطرق مفتوحة إلى الله.