الباعة المتجولون والعمال الصغار والمسئولون خارج اهتمام الدولة

استطلاع نورالدين القعاري


استطلاع/ نورالدين القعاري –
< متوسط عدد الطلاب في كل غرفة دراسية في مرحلة التعليم الاساسي في امانة العاصمة حوالي 123 طالبا- طالبة
24 مليار لتوفير مستلزمات ستة ملايين طالب
أكدت دراسة أطلقها مركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية ان نصف السكان في اليمن لا يحصلون على الطعام الكافي وان معدل البطالة تتراوح بين 50-60% وهذا من شأنه يثقل كاهل الاسرة ويجعلها في وضع لا تحسد عليه مشيرا الى انه في الوقت الذي لا يستطيع رب الاسرة توفير الغذاء للابناء فهو يجد صعوبة بالغة التعقيد في توفير المستلزمات المدرسية لهم. ناهيك عن المصاريف النقدية اليومية مما يضطر ببعض الاسر الى اخراج الابناء من المدرسة للبحث عن العمل لمساعدة رب الاسرة في توفير متطلبات العيش وذلك يشكل تحديا خطيرا امام الاسر والطلاب ويضاعف أعباء البلد اقتصاديا واجتماعيا.
كما حذر المركز من تزايد انتشار ظاهرة التسرب من التعليم خلال العام بسبب العوامل والظروف المادية والاقتصادية التي تمر بها معظم الاسر اليمنية مشيرا الى تفاقم الاوضاع الاقتصادية والسياسية في البلد.
مصدر دخل
صالح حمادي – شاب في مقتبل العمر- الأخ الأكبر في الأسرة يسكن مع عائلته في منطقة السنينة- أمانة العاصمة ترك المدرسة في الصف الأول الثانوي والتحق بالعمل في مصنع بلاط بعد وفاة أبيه أكمل المرحلة الاساسية بتفوق ومع بداية العام الدراسي 2010م فقدت العائلة المصدر الوحيد لدخل الأسرة فاستاءت حالة العائلة بعد وفاة الاب وازدادت ديون الاسرة للبقالة مالكة المنزل تهددهم بطردهم في الشارع إذا لم يتم تسديد ايجارات ثلاثة شهور ماضية.
اضطر صالح الأخ الأكبر في الأسرة إلى ترك المدرسة والعمل في مصنع البلاط ليضمن لاخوانه مالم يضمنه لنفسه في الاستمرار في المدرسة وجد صالح صعوبات في بداية عمله لضمان الاموال اللازمة لسد حاجة العائلة احتياجات اخواته الاربع للالتحاق بالمدرسة أصبحت كابوسا يؤرقه فجميعهم يحتاجون إلى الدفاتر والأقلام ورسوم تسجيل وزي مدرسي ومصاريف تنقل إلى المدرسة.
معاناة
ورغم كل ما عمله صالح من أجل استمرار إخوانه في المدرسة باءت محاولاته بالفشل. إذ فقد العمل بعد توقف المصنع عن العمل بسبب الأحداث والصراع الذي حدث عام 2011م اخوه حسن ترك المدرسة بسبب عدم توفر المصاريف الكافية له وهرب مع بعض أصدقائه ولم يعد الأخوات انشغلن في المنزل والبعض منهن يساعد بعض بيوت الحي مقابل أجرة للعيش وسداد الايجار وقليل من المواد الغذائية باستثناء أخته انتصار مصممة على مواصلة الدراسة وتذهب الى المدرسة باصطحاب حقيبتها الممزقة وبقايا دفاترها المقطعة من الاعوام الماضية.
تجنيد الأطفال
ويرى التقرير أن السبب في الوضع الاقتصادي السيئ الذي تعيشه الاسر ثم اخراج الابناء من المدارس والمخاطرة بهم بدخولهم المعسكرات في سن الطفولة. وعليه انتشرت حالة تجنيد الأطفال لاستخدامهم في الحروب مقابل الراتب الذي يحصلون عليه. وانتشار ظاهرة عمالة الاطفال بشكل غير مسبوق وذلك يشكل تحديا خطيرا امام الاسر والاطفال وزيادة انتشار ظاهرة التسرب من التعليم وتحمل البلد أعباء اقتصادية واجتماعية اضافية.
الطلاب الباعة
وقال رئيس مركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية مرزوق عبدالودود محسن ان هذه الظاهرة تتضح بجلاء من خلال ملاحظة الطلاب المتسربين وهم كثر “الباعة في الارصفة والشوارع والمتجولين في الجولات وممتهنين التسول والمحاسبين في الباصات وباعة القات” وبعضهم يعملون في المطاعم وورش النجارة والحدادة وغيرها في وقت لم تدخل هذه المشكلة قاموس الاهتمام من قبل الدولة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني.
اربعة آلاف للطالب
وناشد مرزوق المنظمات المحلية والدولية والتجار ورجال الاعمال الى تقديم المساعدات للاسر والطلاب لكي يستطيعوا مواصلة الدراسة وقال ان التربية أداة لاعداد جيل اليوم لعالم الغد فهي حجر الزاوية لنهضة المجتمع للسعي نحو التقدم والتطور فالتربية تشكل عقول الأجيال وتنمي لديهم قيم العمل والخير والسلوك الاجتماعي والعدل والديمقراطية والحرية وجميع القيم الفاضلة التي تحول الكائن البشري إلى كائن اجتماعي ومواطن صالح.
وفي التقرير الصادر عن المركز يقول ان الطالب يحتاج الى حوالي 3000-4000 ريال على الاقل لتجهيزه بالمستلزمات والاحتياجات المدرسية وان الاسر اليمنية تحتاج الى ما لا يقل عن 24 مليار ريال على الاقل لتجهيز ستة مليون طالب وطالبة بالمستلزمات الدراسية وكشف التقرير أن أغلب المدارس الحكومية تعاني من الكثافة الطلابية داخل الفصول الدراسية ويبلغ متوسط عدد الطلاب في كل غرفة دراسية في مرحلة التعليم الاساسي في امانة العاصمة حوالي 123 طالبا/ طالبة وفي تعز حوالي 103 طلاب طالبة وفي عدن حوال

قد يعجبك ايضا