شباب: يظل التعارف في مجتمعنا رهن التخفي عن أنظار الناس خوف الانصدام مع الأهل


تحقيق/ نورالدين القعاري –

أكاديميون: التعارف ظاهرة إنسانية من الاحتياجات التي يجب تلبيتها وفق نواميس الكون
< لاشك بأن العلاقة بين الشاب والفتاة في مجتمعنا اليمني تظل رهن التخفي عن أنظار الناس خوفاٍ منهم وفي الجامعة التي تتميز بالاختلاط تظل العلاقات فيها أو الصداقات بين الجنسين مختفية ويعود ذلك لعدة أسباب منها العادات والتقاليد والخوف من التجاوزات للمحظورات الدينية مما يدفع الشباب إلى استخدام أساليب يجذب بها الفتاة إلى الحديث معه والمشاركة في العملية التعليمية بهدف دخوله في تجربة حياتية جديدة أو تعبيراٍ عن شخصيته التي يرى فيها أنه الجدير بإظهار طاقته التي كان محتفظاٍ بها طوال حياته .
»الثورة» طرحت القضية على مجموعة من الشباب وتم عرضها على أكاديميين بينوا أن دخول الشباب في مرحلة جديدة تعد البداية بتصرفاتهم يحاولون فيها التعرف على الجنس الآخر في تصرف وصفوه بالإنساني والطبيعي.

من المحرمات
يبدأ الشاب عبدالرحمن عمرو بالحديث عن التعارف بين الشباب والفتيات قائلاٍ: التعارف بين الشاب و الفتاة يعد من المحرمات في عاداتنا وتقاليدنا وقد تربينا على هذا الشيء ولا يمكن أن نتجاوز الحدود في كذا موضوعات مضيفاٍ: والتعارف يؤدي إلى فتح علاقات واسعة تكون أرضية لسقوط بعض الشباب في مصايد الانحراف خاصة بالنظر إلى طبيعة الشباب التي تعد أكثر خطورة عليهم.

عادات وتقاليد
ويقول محمد الموشكي طالب بكلية الإعلام عن العلاقة بين الشاب والفتاة خاصة في المرحلة التعليمية الجامعية ومدى كثرة المعوقات التي تقف أمامهم قائلاٍ: أعتقد أننا غير قادرين على الحسم في هذه المعضلة التي توقفنا عن التفكير بطبيعتها في المجتمع اليمني بحكم العادات والتقاليد بين العلاقة بين الشباب لأننا نلمس مدى هذا الخوف الذي أغلق على المرأة كل النوافذ حتى لاختيار شريك حياتها بكل صراحة أمام سلطتي الأب والدين.
وأضاف الموشكي: إن لم تنم العلاقات بين الشباب وتوجد آلية تعاون بينهم في الجامعة أو غيرها من الأعمال التي يتم العمل فيها فإن ماحدث في بعض الدول العربية في عيد الفطر المبارك من موجة معاكسات كبيرة دون تمييز بين المحجبات أو غير ذلك.

الانفتاح والتقدم
الشاب ثابت الدبعي طالب بجامعة صنعاء يرى أن هناك صداقات حقيقة بين الشباب والفتيات لكنها مخفية حيث يقول: في مجتمعنا اليمني تظل الصداقات رهن الاعتقال والتخفي عن أنظار الناس خوفاٍ منهم وفي الجامعة التي تتميز بالاختلاط تظل العلاقات فيها أو الصداقات بين الجنسين مختفية مستغرباٍ إلى أين يصل تفكير الشباب في ما يتعلق بالقضايا التي تهمه وهل سيتداخل مع الانفتاح والتقدم في شئون حياة الشباب من الجنسين.

ظاهرة طبيعية
من جهته يقول الدكتور نشوان السميري مدرب مهارات شبابية عن هذه الظاهرة: إن الشباب يدخلون مرحلة جديدة ولا يجب أن نظلمهم في البداية وأن تصرفاتهم في البداية هي مرحلة يحاولون فيها التعرف على الجنس الآخر وهذه ظاهرة إنسانية وطبيعية وهي من الاحتياجات التي يجب تلبيتها وفق نواميس الكون والدين والمجتمع مضيفاٍ: قبل فترة قرأت دراسة تقول إن أحد الشعوب العربية لا داع لذكره يعاني40? من سكانه الذكور من العجز الجنسي ولأنها دراسة ولها أسبابها قد أصدق ذلك وأميل إلى التفكير فيه بجدية لكني أرفض الانطباعات العامة عن الشعوب والمجتمعات غير المؤسسة.

نظرة المجتمع
أما من الناحية العلمية لهذه الظاهرة يرى الدكتور عيدروس النقيب بأنه حاجة بيولوجية وإنسانية حيث يقول: إن الشباب هم في قمة البلوغ الجنسي الذي يعد بحد ذاته حاجة بيولوجية في كل المجتمعات وهو فوق ذلك علاقة إنسانية تتصل بأرقى المشاعر وأعلاها سمواٍ.
وأضاف النقيب بأنه لا يمكن النظر إليه من باب الغوية الشيطانية أو الرذيلة الأخلاقية والدينية معللاٍ بأن المسألة في المجتمع اليمني تتصل بطغيان ثقافة العيب التي تنظر إلى حديث الرجل للمرأة أو الشاب للشابة على أن وراءه معصية حتى لو كانا يتناقشان في مسألة حسابية أو معادلة كيماوية.

علاقة اجتماعية
وتؤكد الدكتورة لمياء محمد أستاذة علم اجتماع أن التعارف والصداقة علاقة اجتماعية وثيقة تقوم على تماثل الاتجاهات بصفة خاصة وتحمل دلالات بالغة الأهمية والصداقة مثل كل شيء يجب أن تقوم على الخلق الإنساني النبيل بحيث يجب أن نرفض إطلاق كلمة صداقة إذا كانت تعني مجرد اتصال لتحقيق منافع لطرف دون الآخر وعلى الإنسان أن يختار أصدقاءه وفق معايير صحيحة قبل كل شيء مشيرة إلى أن واقع الخوف من المجهول وانعدام الثقة بالذات وبالطرف الآخر وغياب الوعي قد يكون السبب وراء عدم تقبل البعض بتعدد وجهات النظر إزاء صداقة الجنسين ولكل منا حجته التي يراها صائبة في حكمه على هذه الصداقة.

قد يعجبك ايضا