ثلاث قضايا يمنية مثيرة للجدل
دعبد الله الفضلي

د/عبد الله الفضلي –
ما يؤرق قلوب اليمنيين ويقلق معيشهم ليلا ونهارا في المدن اليمنية وبشكل مستفز وفي تصاعد مستمر ومخيف هي ظاهرة انتشار الدراجات النارية التي أصبحنا ننام ونصحو على ضجيجها وصراخها المزعج سواء كنا في الشوارع الرئيسية أو الشوارع الخلفية أو الأزقة أو الحارات وباتت هذه الدراجات هواية تمارس عند كل من ليس له عمل وهي تتزايد وتتكاثر وتتضخم عاما بعد آخر ولا يزال التجار المستوردون يضخون عشرات الآلاف منها إلى الأسواق وعليكم بزيارة قصيرة إلى منطقة شعوب بأمانة العاصمة لتروا وتشاهدوا بأنفسكم تلك المعارض والطوابير الطويلة من الدراجات النارية المستوردة وهي تكفي لكل شباب مدينة صنعاء وهي بهذا الإزعاج والمخالفات والحوادث المرورية التي ترتكبها ستشكل خطرا محدقا على البيئة وعلى السكان خاصة مع وجود مئات الأطفال الذين ينتشرون في كل شارع وكل الحارات وينجون بأعجوبة عند مرور هذه الدراجات من أمامهم وكأنها صواريخ موجهة أرض أرض فهل من حل لهذه الدارجات ومنع استيرادها وتجفيف منابعها .
ظاهرة إطلاق النار والألعاب النارية في المناسبات :
لعل ما يحز في النفس ويقلقها هو أننا لم نعد نفرق بين قوارح الألعاب النارية وبين إطلاق الرصاص الحي كما أننا لم نعد نفرق بين إطلاق النار في أيام الحرب المشئومة وبين إطلاق النار في الأيام العادية كالأعراس والمناسبات وعلى الرغم من انزعاج المواطنين وإقلاق سكينتهم العامة بالإضافة إلى الأجانب المقيمين في اليمن من هذه الظاهرة المؤسفة إلا أن الجهات الأمنية المختصة يبدو أنها غير جادة في قولها وفعلها وقد جعلت هذه الظاهرة تستفحل وتتجذر وتتغلغل في أعماق الناس وتصبح ثقافة عامة وعادة مألوفة وجزءا من حياتنا اليومية , وينبغي علينا أن نتعايش معها شئنا أم أبينا , لماذا ¿ لأن الدولة نفسها هي التي بدأت باستيراد هذه الألعاب واستخدامها في المناسبات الوطنية والإسراف في استخدامها خاصة في عهد الرئيس السابق وبالتالي لم يعد هناك مجال أو حل لإسكات هذه الألعاب أو إطلاق النار العشوائي داخل المدن الآمنة , وقد تركت الجهات الأمنية والرقابية الأمر لمستوردي هذه الألعاب الذين يعبثون بالأموال ويهدرون على اليمن عشرات الملايين من الدولارات في استيراد هذه الألعاب المزعجة والخطيرة .
وعلى الرغم أيضا من إطلاق وزارة الداخلية التحذيرات عبر وسائل الإعلام المختلفة لجميع المواطنين بعدم استخدام الألعاب النارية أو إطلاق النار الحي فإن الاستجابة لهذا النداء أو التحذير لم يحترم ولم يعمل به أحد والسبب في ذلك أن المواطنين ومنذ عامين قد تعودوا على عدم الخوف من هيبة الدولة التي تلاشت شيئا فشيئا حتى أصبح كل مواطن يتصرف تلقائيا ودون خوف أو وجل أو خشية من أحد .
القضية الثانية هي قضية الجيش والأمن في اليمن .
على الرغم من احترامنا وتقديرنا العالي لأفراد القوات المسلحة والأمن البواسل ومواقفهم البطولية في حماية الوطن وأمنه واستقراره برا وبحرا وجوا نجد أن البعض قد جعل من هذا
