الارهاب‮.. ‬التلقين‮.. ‬والآخر

أحمد‮ ‬يحيى الديلمي

 - يبدو أن مقولة الطبع‮ ‬غلب التطبع لم تأت من فراغ‮ ‬بل من رؤية حقيقية لسلوكيات البشر وكيف أنها تتأثر بالبيئة المحيطة‮ ‬بالذات عندما‮ ‬يكون الإنسان في‮ ‬منكر فأنه‮ ‬يتطبع ويقلد السلوكيات السائدة في‮ ‬البيئة التي‮ ‬تربى ونشأ فيها بغثها وسمينها وبما هو ايجابي‮ ‬أو سلبي‮ ‬تترسخ المشاعر التي‮ ‬رآها والافكار التي‮ ‬استمع إليها في‮ ‬ذاكرته‮ ‬ويغد
أحمد‮ ‬يحيى الديلمي –
يبدو أن مقولة الطبع‮ ‬غلب التطبع لم تأت من فراغ‮ ‬بل من رؤية حقيقية لسلوكيات البشر وكيف أنها تتأثر بالبيئة المحيطة‮ ‬بالذات عندما‮ ‬يكون الإنسان في‮ ‬منكر فأنه‮ ‬يتطبع ويقلد السلوكيات السائدة في‮ ‬البيئة التي‮ ‬تربى ونشأ فيها بغثها وسمينها وبما هو ايجابي‮ ‬أو سلبي‮ ‬تترسخ المشاعر التي‮ ‬رآها والافكار التي‮ ‬استمع إليها في‮ ‬ذاكرته‮ ‬ويغدو من الصعب محوها أو على الأقل تطوير الايجابي‮ ‬وتجاوز السلبي‮ ‬منها‮ ‬إذا سلمنا بالحقيقة التي‮ ‬أن الجهد لا‮ ‬يرتبط بصغر السن بل بالأمية وانعدام المعرفة‮ ‬نكون قد امسكنا بأهم خيوط الاستدلال على أخطر وأصعب مشكلة تواجه الأمة الإسلامية اليوم ممثلة في‮ ‬ظاهرة الارهاب والعنف الطائر المتنقل‮.‬
مكمن الخطورة أن الظاهرة خلقت معادلات‮ ‬غير سوية فرضت حالة تداخل مريبة بين المكونات الاساسية للمنهج الاعتقادي‮ ‬وبين عنفوان موجة الارهاب فأعطت الآخر المتربص فرصة ثمينة لاستهداف المنهج باتجاهين‮ ‬الأول‮: ‬بشكل مباشر من خلال الامعان في‮ ‬تشويه صورة الاسلام ذاته والتأصيل لفكرة أن أصول المنهج تحرض على الارهاب وتقر اباحة دم الآخر المخالف وأنه مصدر وعائل وسيط لتنمية الظاهر وتشجيع المسلمين على القتل واستباحة الاعراض والدماء بتقويض الأمن والاستقرار واقلاق السكينة العامة‮.‬
أوضح المضمون تقرير صدر عن المعهد الدبلوماسي‮ ‬النمساوي‮ ‬وكان عبارة عن ملخص لندوة عقدت في‮ ‬نفس المعهد عام‮ ‬1997م بعنوان‮ »‬ظاهرة الارهاب الجذور والتبعات‮« ‬لاشك أن التقرير تحدث عن مشاركة مفكرين اسلاميين وأنهم التقوا مع وجهة النظر التي‮ ‬تقدم بها وزير الخارجية الامريكي‮ ‬الاسبق‮ »‬كولن باول‮« ‬ومفادها‮ »‬للدلالة على فكرة التلازم بين الارهاب والاسلام لابد من الابحار في‮ ‬موروث العقيدة لمعرفة النصوص التي‮ ‬تحرض على استهداف الآخر‮ ‬غير المسلم واستباحة دمه وماله وهو ما‮ ‬يؤكد على أن الاسلام أهم عائل وسيط للارهاب‮«.‬
لا أدري‮ ‬مدى صحة مشاركة المفكرين الاسلاميين ومباركتهم للفكرة دون أي‮ ‬اعتراض أو على الأقل محاولة لتصحيح المفاهيم المغلوطة ما‮ ‬يثير الارتياب أن التقرير لم‮ ‬يورد الاسماء واعاد سبب التحفظ إلى دواع أمنية‮.‬
على كل تظل فكرة الحضور والمباركة قائمة استنادا إلى معطيات كثيرة أهمها وجود بعض الكتابات الصادرة عن كتاب اسلاميين دلت على نفس المضمون وهي‮ ‬تفند الموروث الثقافي‮ ‬الذي‮ ‬تناسلت عنه الجماعات التكفيرية التي‮ ‬تجعل من الغايات والأهداف الآنية المدخل الوحيد للظفر بحياة النعيم الأبدي‮ ‬ورغم كل الاحترازات والحرب الكونية التي‮ ‬تستهدف الظاهرة بما في‮ ‬ذلك ما قامت به بعض الدول الاسلامية من محاولات لاستدراج الجماعات أو أفراد منها إلا أنها ما تلبث أن تعود إلى الواجهة وقد اكتسبت خبرات وامتلكت إرادة أكثر صلابة وكأن الطبع‮ ‬غلب التطبع‮.‬
الاتجاة الثاني‮: ‬من خلال الفقرة الماضية‮ ‬يمكننا الاستدلال على الاتجاه الثاني‮ ‬وتأثيراته السلبية على مسارات الحرب الكونية ويتمثل في‮ ‬عدة نقاط أهمها‮:‬
الدور‮ ‬غير المباشر للآخر¿
ونقصد بالآخر الدول والمؤسسات ومراكز الابحاث التي‮ ‬تترصد للاسلام وتحاول استهداف المنهج والاتنقاص منه

قد يعجبك ايضا