نهاية العالم بداية اليمن!!
أمين الوائلي

أمين الوائلي –
في اليمن يتحدث مثقفون وإعلاميون حول نهاية العالم وقبل هذه المرة كان الحديث حول نهاية التاريخ كما خطه كتابا بهذا العنوان الياباني المتأمرك فرانسيس فوكوياما ودائرة ثالثة وإن كانت محدودة العدد في المثقفين اليمنيين تداولت كتاب »نهاية اليوتوبيا« إلى آخر ما هنالك من نهايات في مجالات الفن والأدب والفلسفة والعلوم السياسية وفلسفة التاريخ والاقتصاد وجميعها مرتبطة ببعضها ويصعب فصلها.
من موقعنا في خارطة العالم وأسفل قائمة الشعوب المستحقة للإطعام والإغاثة الدولية نحتاج إلى حديث آخر حول نهاية أخرى تخصنا »نهاية الأزمة« مثلا أو نهاية الفساد المحسوبية أو حتى نهاية الوزراء والمسؤولين وأصحاب الكروش المتخمة والرؤوس الفارغة.
عمليا كل نهاية هي بداية لشيء ما نهاية الليل بداية الفجر ونهاية الربيع بداية الصيف ونهاية الصيف بداية الخريف وبالاستطراد نهاية الأزمة بداية الفرج أو الانفراج واليمنيون يقولون فرجت ولكنهم يقولون أيضا الأزمة مستمرة عندنا مقدرة عجيبة على التأقلم مع التناقضات والجمع بين المتناقضات : انتهت المباراة واللعب مستمر!!
الواضح أننا شعب جيد وطيب وعديم الحيلة نصفق دون تفكير ونصرخ بالاحتجاج دون هدى ونهدر الوقت والجهد والطاقات في خلاف مزمن حول مربط الفرس أو البقرة ولا نكتشف إلا متأخرين جدا بأننا قد نحتاج لحل المشكلة إلى فرس أو إلى بقرة أولا وبعدين نشوف لنا حل مع لون المربط »الحبل«.
الدولة التي يتصارعون ويتطاحنون عليها مش موجودة أصلا بمعنى الكلمة دولة لها لون ورائحة وطعم وتشغل حيزا من فراغ الجميع شريك في إضعاف وإزهاق الدولة وهدر فرصة العثور عليها وتطويرها كمشروع جماعي قابل للبقاء والاستمرارية ويحدثونك عن نهاية الدولة.
طيب حدثونا عن بداية الدولة الجديدة.. أم أن نهاية العالم بداية اليمن.. شكرا لأنكم تبتسمون.
Ameenone101@gmail.com
