رفقا‮ ‬بالزوار

د. عبدالإله الطلوع

 -  من الملفت للنظر هذه الأيام تزايد أعداد القادمين إلى بلادنا من الأشقاء العرب‮ ‬خاصة من دول الجوار الذين أصبحوا‮ ‬يتوافدون على البلاد سالكين الطرق البرية على سياراتهم فرادا‮ ‬أو مع أسرهم‮ ‬وهذا دليل ما‮ ‬يشعرون به من أمن وحب وتقدير
د. عبدالإله الطلوع –
> من الملفت للنظر هذه الأيام تزايد أعداد القادمين إلى بلادنا من الأشقاء العرب‮ ‬خاصة من دول الجوار الذين أصبحوا‮ ‬يتوافدون على البلاد سالكين الطرق البرية على سياراتهم فرادا‮ ‬أو مع أسرهم‮ ‬وهذا دليل ما‮ ‬يشعرون به من أمن وحب وتقدير للأرض اليمنية‮ ‬وما اقبالهم إلى هذه الأرض‮ ‬إلا دليل على أنهم‮ ‬يحظون بمعزة خاصة‮ ‬يمنحهم إياها أبناء شعبنا الطيبين‮..‬
‮- ‬ومع أن الزيارات‮ ‬أو الجولات السياحية التي‮ ‬يقوم بها أبناء الوطن العربي‮ ‬بين أرجاء هذا الوطن الكبير تعبر عن إيمان أمة العرب بأنها أمة واحدة‮ ‬وأرضهم ملك لهم جميعا‮ ‬فهذه الجولات أيضا‮ ‬لها مدلولات أخرى كثيرة‮ ‬فهي‮ ‬من جانب آخر تقوم بعمل شيء من الانعاش لاقتصاديات البلدان العربية التي‮ ‬تجذب السياح العرب‮.‬
‮- ‬مما سبق نريد أن نوضح أننا هنا في‮ ‬اليمن‮ ‬إضافة‮ ‬إلى اعتزازنا بتلك المشاعر الطيبة التي‮ ‬تعبر عنها زيارات الأشقاء إلى بلدهم الثاني‮ ‬فلا ننكر أن زائرينا الأشقاء‮ ‬يفيدون بلدنا اقتصاديا‮ ‬وحتى تستمر هذه العملية‮ ‬أي‮ ‬تنشيط مسألة السياحة العربية‮ ‬خصوصا‮ ‬لبلادنا‮ ‬هناك مسائل مهمة‮ ‬يجب على الجهات المختصة عدم إغفالها‮.‬
‮- ‬اليمن معروف تاريخيا‮ ‬بكرم الضيافة‮ ‬فنحن شعب مضياف‮ ‬ويجتهد لإسعاد زواره بغض النظر عما سيجنيه من وراء ذلك فحب الخير للآخرين موسمة أصلية‮ ‬ولكن ما‮ ‬يؤسف له أن بعض الجهات تأبى إلا أن تخدش تلك الصورة الجميلة وهذا‮ ‬يتجلى في‮ ‬مسألة الروتين المعقد لكثير من المعاملات الرسمية سواء في‮ ‬نقاط الدخول إلى البلاد‮ – ‬المنافذ‮ ‬برية‮ ‬بحرية وحتى جوية‮ – ‬إذ لا‮ ‬يفرق الموظفون هناك بين ضيف عربي‮ ‬زائر‮ ‬أو مواطن‮ ‬يمني‮ ‬يمكنه الصبر على تعقيدات الروتين هذا وحين‮ ‬يقوم هذا الموظف أو ذاك بإخضاع الضيف لإجراءات معقدة ربما هو لا‮ ‬يفكر فيها وما سيعكسه من انطباع سيئ لدى الضيف الذي‮ ‬قد لا‮ ‬يرغب مجددا‮ ‬في‮ ‬تكرار زيارة هذا البلد‮ ‬والهدف الذي‮ ‬يسعى إلى هذا النموذج الذي‮ ‬لا‮ ‬يمكن وصفه إلا بالسيئ‮ ‬من الموظفين معروف وهو السعي‮ ‬للحصول على المال أو هدية مغرية فتكون تلك هي‮ ‬مفتاح العبور للزائر داخل البلد‮.. ‬ليس هذا فقط بل أنه بعد أن‮ ‬ينجح الزائر من الدخول إلى البلد لا‮ ‬يسلم من المصائد التي‮ ‬يزرعها في‮ ‬طريقه بعض العاملين في‮ ‬الخدمات الميدانية وخاصة أولئك الذي‮ ‬يرون اللوحة الأجنبية صيدا‮ ‬ثمينا‮ ‬وإذا ما تعسر عليهم الحصول على ما‮ ‬يريدون في‮ ‬الشارع‮ ‬يقومون باجبار الزائر بالتوجه إلى الأدارة‮ ‬وللأسف إننا لا نجد من‮ ‬يردع هؤلاء المبتزون‮..‬
نأمل أن‮ ‬يتفهم عذاب الروتين ورفقا‮ ‬بالزوار‮.‬
ربنا جنب اليمن الفتن فأنت القادر على ذلك‮.‬

قد يعجبك ايضا