اليمن بين ثلاثة اتجاهات‮ (‬الوحدة‮ – ‬الفيدرالية‮ – ‬الاستقلال)!!

حيدرة ناصر الجحماء‮

 - التغيير سنة من سنن الكون‮ ‬وهو ما لا جدال فيه‮ ‬لكن أن‮ ‬يكون هذا التغيير للأسوأ كما حدث ويحدث لشارعنا الفرعي‮ ‬الذي‮ ‬ليس أمامي‮ ‬مفر من المرور عبره ثلاث إلى أربع مرات ذهابا‮ ‬وإيابا‮ ‬فذلك ما لا تطيقه سيارتي‮ ‬الصغيرة والمتواضعة‮ ‬وقد
حيدرة ناصر الجحماء‮ –
التغيير سنة من سنن الكون‮ ‬وهو ما لا جدال فيه‮ ‬لكن أن‮ ‬يكون هذا التغيير للأسوأ كما حدث ويحدث لشارعنا الفرعي‮ ‬الذي‮ ‬ليس أمامي‮ ‬مفر من المرور عبره ثلاث إلى أربع مرات ذهابا‮ ‬وإيابا‮ ‬فذلك ما لا تطيقه سيارتي‮ ‬الصغيرة والمتواضعة‮ ‬وقد بلغ‮ ‬بها الحال أن تكسر ذراعاها الأماميان أكثر من مرة دون أن تلقى إنصافا‮ ‬وذلك بسبب التغيير ات السلبية التي‮ ‬تطرأ على الشارع بين الفينة والأخرى‮ ‬ما بين تغييرات مفاجأة كأن‮ ‬يضع أحد المواطنين كومة تراب أو أحجارا‮ ‬أو‮ ‬يستحدث أحدهم مطبا‮ «‬مجوفا‮» ‬دون أي‮ ‬سابق إنذار‮ ‬وتغييرات تحدث بفعل تآكل الاسفلت وتهالكه لأن الصيانة الدورية بالنسبة للطرق في‮ ‬بلادنا شبه‮ ‬غائبة‮.‬
إذا‮ ‬ماحصل ويحصل لشارعنا الفرعي‮ ‬من تغييرات برغم تسارعها وتعاقبها فهي‮ ‬تعد تغييرات سلبية‮ ‬وبالتالي‮ ‬فالتغيير الذي‮ ‬تنشده الأمم والشعوب منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها ليس من هذا النوع من التغييرات‮ ‬كذلك شعوبنا ومجتمعاتنا العربية التي‮ ‬طالبت وتطالب بالتغيير في‮ ‬عصرنا الحالي‮ ‬تتبرأ من أي‮ ‬تغيير لأنظمتها وحكامها لا‮ ‬يكون للأفضل لأنها مؤملة بأن رياح التغيير التي‮ ‬هبت على منطقتنا ستكون رياح نسيم وعطر وبرد وسلام وهي‮ ‬الكفيلة بالانتقال بدولنا وشعوبنا من الوضع الذي‮ ‬كانت تعيشه في‮ ‬السابق إلى وضع أفضل منه في‮ ‬كل جوانب الحياة‮.‬
كنت قد تمنيت في‮ ‬الواقع أن تهب رياح تغيير للنفوس والارتقاء بها إلى الأفضل بالنسبة لشعوبنا ومجتمعاتنا العربية لكي‮ ‬نضمن تغييرا‮ ‬منشودا‮ ‬من الأساس‮ ‬لأنه في‮ ‬اعتقادي‮ ‬لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يتحقق ذلك الحلم لدولنا ولشعوبنا إذا لم نبدأ بتغيير النفوس ومحاسبتها وتصفية القلوب‮ -‬قبل كل شيء‮- ‬على مستوى كل فرد في‮ ‬المجتمع دون استثناء‮ ‬فالله سبحانه وتعالى‮ ‬يقول‮ «‬إن الله لا‮ ‬يغير الله ما بقوم حتى‮ ‬يغيروا ما بأنفسهم‮» ‬صدق الله العظيم‮.‬
أما أن نجعل التغيير محصورا‮ ‬على ولاة الأمور‮ ‬دون‮ ‬غيرهم‮ ‬ونتناسى أنفسنا‮ ‬فاعلموا أن أي‮ ‬تغيير من هذا القبيل ستكون نتائجه‮ ‬غير مضمونة مستقبلا‮.‬
ولا أبالغ‮ ‬إن قلت بأن مدراء المؤسسات ورؤساء المصالح الحكومية والرسمية في‮ ‬بلادنا أصبحوا‮ ‬يتخبطون في‮ ‬إداراتهم لأن واقع الحال بالنسبة للموظفين‮ ‬يفرض عليهم الوقوع بين خيارين لا ثالث لهما‮ ‬إما البقاء في‮ ‬مناصبهم مقابل ترك الموظفين‮ ‬يسرحون ويمرحون كيفما‮ ‬يشاءون والنتيجة خلل إداري‮ ‬وانهيار للمؤسسة أو المصلحة الحكومية‮ ‬وإما تطبيق القانون ضد الكم الهائل من المخالفات التي‮ ‬لم‮ ‬يحصل وأن شهدت تلك المؤسسات والمصالح الحكومية مثلها من قبل‮ ‬والنتيجة‮ ‬يكتوي‮ ‬بنارها رئيس المصلحة أو مدير المؤسسة‮ ‬ولا سواه‮ ‬وهي‮ ‬خروج الموظفين مرتكبي‮ ‬المخالفات وأذنابهم من النطيحة والمتردية وما أكل السبع‮ ‬للمطالبة بتغييره ورحيله عن مؤسستهم ولا تستبعد المطالبة بمحاكمته كفاسد وناهب للمال العام وما إلى ذلك من الشعارات‮.&#8236

قد يعجبك ايضا