الجاااامعات..و(خبطة) القبول !!

عبدالله حزام


 - يساق الطلبة هذا العام إلى الجامعات وكأنهم ذاهبون إلى المجهول..وتحديدا الطامحين لكليات الطب والهندسة والحاسوب فعدد المتقدمين لامتحانات قبول يوم "المحشر الجامعي "بالآلاف في هذه الكليات.. فيما الطاقة الاستيعابية تكاد
عبدالله حزام –

يساق الطلبة هذا العام إلى الجامعات وكأنهم ذاهبون إلى المجهول..وتحديدا الطامحين لكليات الطب والهندسة والحاسوب فعدد المتقدمين لامتحانات قبول يوم “المحشر الجامعي “بالآلاف في هذه الكليات.. فيما الطاقة الاستيعابية تكاد تنقرض حتى وصلت إلى العشرات ..!!
* وليس أمام معشر المتضررين من الطلبة وما أكثرهم – إلا – الكليات النظرية وهي الوحيدة التي يستطيعون معها التسكع في الشوارع وتناول القات لفترتين بصحبة أعذب الأغاني وأفلام الاكشن ..!
* ربما هذا التبرير هو أقصى مايمكن أن يقوله المجلس الأعلى للجامعات الممسك برقاب خريجي الثانوية العامة لمن قطعهم عذر الطاقة الاستيعابية من دخول الكليات المهمة ..على اعتبار أن كلية الطب وأخواتها وبقية الكليات التطبيقية بحاجة إلى راهبين وراهبات ينقطعون عن ملذات الدنيا وينكبون على العلم ..!!ولاشيء غيره.
* بدأ ذلك واضحا في 18ابريل الماضي يوم التقى رئيس الحكومة –رئيس المجلس الأعلى للجامعات الأستاذ محمد سالم باسندوة جمع رؤساء الجامعات الحكومية وهم على قلب رجل واحد ليعلنوا لنا بعدها (خبطة )القبول! والطاقة الاستيعابية المقترحة بالجامعات الحكومية والأهلية للعام الجامعي 2012-2013م .
* وحينها نص فرمان المجلس بقبول 61 ألف طالب وطالبة في الجامعات الحكومية و46 ألف في الجامعات والكليات الأهلية لهذا العام ..ولم يكن الناقص وقتها إلا عزف النشيد الوطني لأنهم يحددون مصير القوة الفاعلة في المجتمع..!!التي غدت بلا مستقبل.
* المشكلة على مايبدو أن المجلس المذكور يعمل بطريقة من وكل رقد .. يعقد جلسته السنوية المباركة ليرمي للشباب (خبطته) الشبيهة بخبطات الجدعان الكهربائية ..وينام بعدها ليوكل للجامعات مهمة التلظي بمعاناة خبطاته التي تحدث إرباكات لاحصر لها في عملية التنسيق والقبول عنوانها الأكبر..الاحتجاجات الطلابية ..تلك القوة الكامنة في نفوس الشباب منذ مطلع العام 2011م ..!!
* اشعر أن رئيس المجلس وأعضاءه الميامين لا يقرأون تقارير المجلس الأعلى لتخطيط التعليم التي يحرص الدكتور العزيز سيلان العبيدي –رئيس المجلس على إعدادها سنويا وتزويد الصحفيين بها والباحثين ..لحشد رأي عام حول الاهتمام بقضايا التعليم وحل مشكلاته ..لكنه يبدو كمن يؤذن في ملطا.!
* والأكثر غرابة أن أهل المجلس الأعلى للجامعات وهم أساتذة وباحثون كبار يعلمون جيدا أن تلك التقارير والمؤشرات الدقيقة تم إعدادها خصيصا لمتخذي القرار (حضرتهم يعني) خصوصا وأنها تحلل الأرقام وتنبه إلى التحديات وتضع التوصيات المناسبة..!!
* لذا سؤال الفقير إلى الله (لحضرتهم) ونحن أمام جيش جرار يتأهب لدخول الجامعات هو :هل فكرتم يوما أن المشكلة لها أصل وفصل وقادمة من طوفان الشهادة الأساسية وصولا إلى حنفية الثانوية التي تضخ كميات هائلة من الخريجين إلى المجهول ..تزفهم وكأنهم ذاهبون إلى نزهة خمسة نجوم في جامعات تكاد تغلق أبوابها بسبب هزالة تمويلها وتردي أوضاعها.
* العقل زينة ياجماعة ..لأن نصف مليون دخلوا امتحانات الشهادة العامة لهذا العام مقابل 62الف طالب وطالبة هم قوام الطاقة الاستيعابية للجامعات الحكومية .. فماذا يمكن أن نقول غير ترديد لازمة الفنان المصري الكوميدي مظهر أبو النجا: ياحلاوه¿!!
* ياحلاوه بالفعل ..فعدد من سيتم قبولهم في كلية الطب البشري بجامعة صنعاء من أصل 3500متقدم هو 100طالب وطالبة ..قولوا معي ياحلاوه..لأنهم يبحثون عن كرسي في قاعة وليس عن سريرفي مستشفى ..!!
* هذا طبعا والمجلس الموقر يلتزم الصمت في موضوع القبول بالموازي ..هل يفتح أم يغلق¿وهو أصلا- لا – هذه- ولا – تلك – ظنا منه انه يمارس الكياسة في فن السياسة ..مع أن أقدام الراغبين من الشباب بالالتحاق بهذا النظام قد بدأت تركض أبوب مسئولي الجامعات ..تريد فرصة دخول كلية تطبيقية بالموازي.!
* وفي الختام خذوا مني نصيحة أخوية ..من الآن اسرقوا قليلا من وقتكم الثمين وخصصوه لمطالعة مؤشرات أرقام التعليم بكل مستوياته التي يعدها سنويا المجلس الأعلى لتخطيط التعليم كي تعيدوا النظر في مخرجات التعليم خصوصا الثانوي منه لأنكم لوسألتم عينة عشوائية من خريجيه السؤال التالي : أيهما اكبر قيمة الربع أو السدس ¿ لوجدتم من يجيب منهم : السدس!!وقد حدث بالفعل.

قد يعجبك ايضا