الدعاء مجاب في كل وقت وخصوصا في رمضان
هائل الصرمي
هائل الصرمي –
الدعاء إذا لم يصحبه اليقين يفقد أخص مقوماته ومحتواه .وقد لا يجاب صاحبه . لكن الدعاء المصحوب باليقين تكون الإجابة فيه متحققة بإذن الله وقد بين لنا المصطفى e أن ندعو الله ونحن موقنون بالإجابة ذلك أن اليقين بالإجابة لا يكون إلا من مسلم عرف الله – عز وجل – وعرف صفاته و أسماءه فوحده التوحيد الكامل في قلبه فإن الإجابة مقدرة بوقت يجيب الله العبد فيه لأنه المجيب .ولذلك قال الشاعر ناصحا الذي لا يصحيه اليقين في الدعاء بسب استعجاله للإجابة :
أتهزأ بالدعاء وتزدريه
سهام الليل لا تخطىء ولكن
وما تدري بما فعل الدعاء
لها أمد وللأمد انقضاء
إن الداعي المؤمن يعلم علم اليقين أن الدعاء فضل من الخالق امتن به عليه حتى يحقق له الإجابة فهو منحة من الله يمنحها العبد ابتداء كي تبنى النتائج به .
فالدعاء من أقوى الأسباب التي يجعل الله النتائج بموجبها محققة وما من نبي إلا دعا على قومه فهلكوا أو دعا لهم فانتصروا فكانت النتائج تبعا للدعاء .
ثقú بالدعاءö فإنه لك نöعمة تنجو به من فتنةö الشيطان
ثقú بالإجابةö واستقمú في شرعه إن اليقين يزيد بالإيمانö
فالخالق جلت قدرته قد قدر الدعاء وقدر النتائج من قبل أن يخلق الخلائق وفي الحالات الشاذة والنادرة التي لا تتحقق بها النتائج ينتفع الداعي بدعائه ولا يخيب ولو بعد حين وكان عمر بن الخطاب يقول : إني لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء فمن وفق للدعاء فالإجابة تبعا لذلك متحققة دون شك بإذن الله. إلا فيما ندر كأن تتأخر الإجابة . لقوله عليه الصلاة والسلام (مامن داع إلا وهو بين إحدى ثلاث إما أن يعجل طلبه أو يدخر له ثوابها وأما أن يصرف عنه من السوء مثلها) رواه البهيقي في الشعب
كما أن للدعاء سننا : إن إبراهيم u لما أراد أن يدعو بالرزق لأهل مكة ويحصره على المؤمنين فحسب قال له الله – عز وجل- (ومن كفر) إن الله يتم للمؤمن نقصه ليوافق سنة الله .. إن الدعاء بالرزق شمل المؤمن والكافر فقد استوجبت الإجابة من الله وتحققت للبار والفاجر قال تعالى على لسان إبراهيم : ] وإذ قال إبراهئم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب أليم [ (126)البقرة . إن الدعاء مجاب مالم يكن فيه حرام أو قطيعة رحم . هذا الخليل إبراهيم عليه السلام لما سأل الله الصلاح لذريته كلها الصالح وغيره : قال له الله ] لا ينال عهدي الظالمين [ البقرة ( 124) أجابه الله وفقا ‬