ببغاء ثرثاري!!

محمد القعود


محمد القعود –

{ تجلس في‮ ‬مقهى شعبي‮ ‬لترتشف فنجان الشاي‮ ‬الذي‮ ‬اعتدت عليه كل صباح‮ ‬وفجأة‮ ‬يهبط إلى جوارك أحد الأشخاص ممن لا عمل لهم إلا التشكيك في‮ ‬كل شيء‮ ‬وتكذيب كل شيء‮ ‬وتهويل كل شيء‮ ‬وترويج جميع أنواع الأراجيف والأكاذيب والأباطيل‮!!.‬
وتجده وبدون مقدمات‮ ‬يبدأ بثرثرة متواصلة ومتشعبة حول كل شيء وحول قضايا مصيرية لا‮ ‬يفقه عنها أي‮ ‬شيء‮ ‬اللهم عناوين مسطحة أو بعض المعلومات المغلوطة التي‮ ‬تدرك أنه قد تم تعبئة رأسه بها وصار‮ ‬يرددها كالببغاء الأفريقي‮.!!‬
منذ البدء تدرك وتعرف أن هذا الثرثار‮ ‬يحاول أن‮ ‬يجرك من خلال ثرثرته الصاخبة وآرائه النحاسية إلى زوايا معتمة من الطرح المغلوط وإلى إبداء اراء متناقضة مع واقعك ووعيك وإلى التخندق خلف مواقف بليدة وسمجة ومتخلفة وكاريكاتيرية تبعث على السخرية المرة وتصطدم بوعيك ولا تعبر عن ذاتك. وتتناقض كلية مع عقلك وفكرك ووجدانك ووعيك وثقافتك ومواقفك المعبرة عن شخصيتك المستقلة‮!!‬
تتأمله بتعجب وحيرة‮ ‬وبكل لطف تحاول أن تطلب منه أن‮ ‬يتوقف عن ثرثرته التي‮ ‬لا طائل منها ولكي‮ ‬يدعك في‮ ‬حالة انسجامك مع تأملاتك وتأمل الكائنات التي‮ ‬حولك‮.!‬¿
كما تطلب منه أن‮ ‬يخفف أو‮ ‬يتوقف عن إطلاق سيل ثرثرته وكيل الاتهامات للآخرين وكذلك النظر إلى محيطة وواقعه بتفاؤل والرؤية من خلال العقل والقلب والعيون بحب واستبشار وخير ومحبة‮ ‬وإخاء وتسامح. لا من خلال الرؤية اليائسة والقاتمة والضبابية والمتشائمة والحديث بلغة فاضحة بالسواد والخراب ومفردات الشر والتهديد والـ‮.. ‬والـ‮..‬¿‮!!‬
تطلب منه أن‮ ‬يخفف من حماسه الثرثاري‮ ‬خوفا عليه حتى لا‮ ‬يقرح له‮ «‬عرقا‮» ‬أو‮ «‬فيوزا‮» ‬في‮ ‬عقله أو‮ «‬يحتول‮» ‬أو‮ ‬يصاب بحكة في‮ ‬جسده أو بحموضة أو بثورة في‮ ‬المصران الأعور نتيجة لثرثرته الصاخبة وحديثه المتفجر وانفعالاته المتشددة وطرحه البيزنطي‮ ‬وهذره العقيم‮.!!‬
لكنه‮ ‬يزداد في‮ ‬حدته ويواصل بغبغاته وثرثرته محاولا إغاظتك لأنه فشل في‮ ‬جرك إلى نقاشه العقيم ولم‮ ‬يفلح في‮ ‬ضمك إلى قائمة المغفلين أصحاب العقول الخاوية‮.!!‬
ولأنك تعرف أنه مثل طبل أجوف وإمعة أخرق تنصرف عنه وتتركه لصمتك الموقر‮.. ‬وتضحك في‮ ‬سرك عندما‮ ‬ينظر إليك بنظرات تعرف مغزاها‮ ‬أنه‮ ‬يعتقد أنك في‮ ‬طرف مناوئ له‮ ‬بينما أنت لحظتها تحمد الله الذي‮ ‬أحسن خلقك وخلقك‮.!!‬

قد يعجبك ايضا