التوكل على الله أصل كل خير (1-2)

هايل الصرمي


هايل الصرمي –
الأدلة على التوكل من الكتاب والسنة متواترة في هذا الأمر أشد من كل أمر وهي أكثر من أن تحصى وهذه إشارة فالتوكل من أساسيات الإيمان ومن أوائل مقوماته بل يعده بعض العلماء أصل الإيمان.يقول ابن القيم:» التوكل على الله نوعان احدهما توكل عليه في جلب حوائج العبد  وحظوظه الدنيوية أو دفع مكروهاته ومصائبه الدنيوية والثاني التوكل عليه في حصول ما يحبه هو ويرضاه من الإيمان واليقين والجهاد والدعوة إليه وبين النوعين من الفضل ما لا يحصيه إلا الله فمتى توكل عليه العبد في النوع الثاني حق توكله كفاه النوع الأول تمام الكفاية ومتى توكل عليه في النوع الأول دون الثاني كفاه أيضا لكن لا يكون له عاقبة المتوكل عليه فيما يحبه ويرضاه فأعظم التوكل عليه التوكل في الهداية وتجريد التوحيد ومتابعة الرسول وجهاد أهل الباطل فهذا توكل الرسل وخاصة أتباعهم( وكلاهما خير)
 التوكل تارة يكون توكل اضطرار ولجاء بحيث لا يجد العبد ملجأ ولا وزرا إلا التوكل كما إذا ضاقت عليه الأسباب وضاقت عليه نفسه وظن أن لا ملجأ من الله إلا إليه وهذا لا يتخلف عنه الفرج والتيسير البتة وتارة يكون توكل اختيار وذلك التوكل مع وجود السبب المفضي إلى المراد فان كان السبب مأمورا به ذم على تركه وان قام السبب وترك التوكل ذم على تركه أيضا فانه واجب باتفاق الأمة ونص القرآن والواجب القيام بهما والجمع بينهما وان كان السبب محرما حرم عليه مباشرته وتوحد السبب في حقه في لتوكل فلم يبق سبب سواه فان التوكل من أقوى الأسباب في حصول المراد ودفع المكروه بل هو أقوى الأسباب على الإطلاق وان كان السبب مباحا نظرت هل يضعف قيامك به التوكل أو لا يضعفه فان أضعفه وفرق عليك قلبك وشتت همك فتركه أولى وان لم يضعفه فمباشرته أولى لأن حكمه أحكم الحاكمين اقتضت ربط المسبب به فلا تعطل حكمه. «[2]
   إذا لا يمكن أن يقف مطلب أنت تريده وتقصده وتسعى بوسعك آخذا في الأسباب امتثالا لأمر المولى بالأخذ بها ولست معتمدا عليها ولا على أحد غيره بل معتمد متوكل عليه – وحده – فيما تطلبه . لا يمكن أن يتوقف عنك هذا المطلب ما لم تغير أنت ما في نفسك من الإيمان والتوكل .
  سنن بهذا الكون لا تتبدل 
ناموسها يمضي ولا يتعطل 
تتقلب الأحوال في أجيالها 
تتحول الدنيا ولا تتحول
  فاسلك إلى الرحمن درب أولي النهى وعليه فل  نتوكلوا
( حسبنا الله ونعم الوكيل ) قالها إبراهيم u وهو في النار فتحولت بردا وسلاما . يتحول المستحيل ممكنا على قدر التوكل .
  قالها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو في الغار يوم أن قال : ما بالك يا أبا بكر  باثنين الله ثالثهما وقالها يوسف في الجبö وفي القصر وعند المراودة وفي السجن . وكل الأنبياء والرسل وكل من طلب شيئا معتمدا في قضائه على مولاه قضاه ولا بد . :
سبحان من عنتö الجباه لوجهه
وقضى الحوائج للعبيد بفضله
ويجيب من يضطر حال دعائه  
ويغيث ملهوفا أناخ ببابــه

قد يعجبك ايضا