المرأة ودورها الثقافي
هدى أبلان
هدى أبلان –
> إن الحديث عن المرأة اليمنية ودورها الثقافي قي تنفيذ المبادرة الخليجية التي جاءت كحاجة وطنية وإقليمية ودولية لاحتواء الانفجار العسكري الذي كان وشيكا في اليمن وإخضاع ضرورة التغيير لخطوات متدرجة وهادئة تراعي الوضعية العسكرية والسياسية والاجتماعية اليمنية التي تنذر بعواقب وخيمة على قضايا السلام الاجتماعي والاستقرار وحقن دماء اليمنيين من جميع الاتجاهات..
إن دور المرأة اليمنية إجمالا هو دور ملموس وكونها تعد شريكا غير معلن للرجل في كل المسارات والسياقات التي تمر بها البلاد حيث وبحكم الثقافة التقليدية فالمرأة هي الأم والأخت والزوجة والابنة التي عانت في مختلف الظروف مع الرجل من جهة بل وتصدرت الميادين والساحات المختلفة معلنة عن رأيها وتوقها ليمن أفضل وإن اختلفت مرجعيات رؤيتها لهذه الأفضلية ويحسب لها أنها صمدت في مواقعها ورسمت صورة حضارية مختلفة للمرأة اليمنية مع الاعتراف بأن دورها لم يكن ليكتسب شرعيته الاجتماعية والدينية لو لم تقبل الأحزاب السياسية بذلك بل وعمدت إلى دعمها ومؤازرتها في هذا التوجه في رؤية براجماتية للحظة التي تستدعي حشد كل الأطياف في اتجاه تحقيق قضية واحدة مع الاعتراف بأن ما وصلت إليه الأمور السياسية والاقتصادية من تدهور مزر كان دافعا قويا لتحقيق رغبات النساء في التغيير كونهن يعانين من آثار الفقر والبطالة والفساد كطرف في المعادلة الوطنية يشكلن أكثر من نصف السكان 50.8٪ ويعانين من التهميش والأمية والمواطنة غير المتساوية.
ثلاثية المرأة والثقافة والمبادرة الخليجية
علينا أن نعترف أنه رغم وجود دستور وقوانين تحاول الموازنة بين الوضعية الاجتماعية للنساء وبين تطلعات الدولة لتحقيق مكاسب ضيقة لها لا يتم تطبيقها في الواقع رغم شعارات الشراكة والتكافل بما يشكل إرضاء للخارج وبالذات المانحين الدوليين يتم إعطاؤها الفتات من المناصب والمواقع الإدارية لكن ورغم التغيير الذي شاركت النساء في صنعه وإعطائه بعده الحضاري والإنساني إلا أنهن وإلى الآن لم يجنين ثمار هذا التغيير فالمرأة لا تزال هي هي قبل المبادرة الخليجية وبعدها بل اتفق الفرقاء السياسيون على تهميشها والإشارة إليها بحذر بل ولم يتم ذكر نسبة الـ (30٪) المفترضة للنساء في مختلف المواقع بحسب التوجهات الدولية وتم الاتفاق من قبل الجميع على هذا الرقم وبحسب التصريحات الأخيرة للمبعوث الأممي جمال بن عمر في لقائه باللجنة الوطنية للمرأة بل ربما زادت أعباء المرأة الاقتصادية والأمنية وعندما نتحدث عن المرأة والثقافة هناك مستويان لمثل هذا الطرح :
المستوى الأول : وهو المستوى العام المفتوح لاستيعاب ثقافي لقيم مكتسبة أحدثتها عملية التغيير والإحساس بالحرية تتمثل في عموميات الخطاب السياسي والإعلامي الذي اشتغل على قيم المواطنة المتساوية والشراكة ورفض العنف… إلخ وهي متاحة لمختلف الشرائح.
المستوى الثاني : وهو المستوى الخاص الذي تمثله النخبة من النساء المثقفات اللاتي يشكلن حالة إبداعية تؤصل لقيم التغيير وتثريها فكرا وسلوكا وتعتبر ما مرت به البلاد مادة للكتابة عنها سواء إبداعا أو ضمن منهج علمي وهذا المستوى وإلى الآن لم تتبلور أسماؤه وآفاقه ولا يزال صوت التلقائية للمرأة اليمنية هو العالي حتى هذه اللحظة&