بين الداخلية والتجارة

معين النجري


 - 
‮ ‬نفهم ونتفهم عجز وزارتي‮ ‬الداخلية والتجارة عن تطبيق القانون وتغليب مصلحة المواطن البسيط وأمنه عندما‮ ‬يتعلق الأمر بأحد أطراف الصراع السياسي‮ ‬الذي‮ ‬تم تدشينه رسميا‮ ‬بعد تشكيل حكومة
معين النجري –

‮> ‬نفهم ونتفهم عجز وزارتي‮ ‬الداخلية والتجارة عن تطبيق القانون وتغليب مصلحة المواطن البسيط وأمنه عندما‮ ‬يتعلق الأمر بأحد أطراف الصراع السياسي‮ ‬الذي‮ ‬تم تدشينه رسميا‮ ‬بعد تشكيل حكومة الوفاق عملا‮ ‬بالقاعدة الفقهية التي‮ ‬تقول بجواز مداراة المفسدة الكبيرة بمفسدة صغيرة‮ ‬رغم انه لا‮ ‬يوجد مفسدة أكبر مما‮ ‬يتجرعه المواطن المغلوب على أمره جراء طيش وصراع القوى السياسية الحية في‮ ‬الشارع اليمني‮. ‬
لقد اجبرنا على تفهم ذلك حتى لا تتكرر‮ (‬نثرات‮) ‬قوى التوافق الوطني‮ ‬لكن أن تسمح وزارتا ‬الداخلية والتجارة لكل من هب ودب أن‮ ‬يقلق ويضاعف من توتر حياة الناس حتى في‮ ‬المناسبات التي‮ ‬يفترض أن تكون فرائحية‮ ‬فهذا شيء لا‮ ‬يمكن تفهمه ولا القبول به‮ . ‬
إذ لا نستطيع أن نلتمس عذرا‮ ‬لهاتين الوزارتين بالسماح لبعض التجار بجلب كل تلك الكميات الهائلة من المفرقعات والألعاب الخطيرة وبيعها للأطفال إلى جوار البسكويت والحلويات فتكون النتيجة إقلاق الناس‮- ‬فوق ما هم قلقون‮ – ‬وتعريض حياة الأطفال وصحتهم للخطر‮ ‬فبالإضافة إلى الأصوات المرتفعة التي‮ ‬تصدرها المفرقعات والتي‮ ‬تشبه إلى حد كبير أصوات إطلاق النار وأصوات انفجار القنابل‮ ‬تستطيع هذه الأشياء أن تلحق أضرارا‮ ‬بالغة بالأطفال في‮ ‬حال أسيء استخدامها أو التعامل معها دون حذر‭ ‬وبإمكان وزيري‮ ‬التجارة والداخلية زيارة المستشفيات وسيطلعان على الحالات التي‮ ‬وردت أيام العيد تشكي‮ ‬حروقا‮ ‬بدرجات مختلفة كانت المفرقعات هي‮ ‬السبب‮. ‬
كما شهدت أسواق العيد انتشار العاب خطيرة أخرى مثل المسدسات والكلاشنكوفات البلاستيكية التي‮ ‬تشحن بحبات خرز كذخيرة‮ ‬ونتيجة توفر هذه الألعاب الخطيرة تحولت بعض شوارع المدن إلى ميادين للمعارك بين حي‮ ‬وآخر أو مجموعة وأخرى تحت مسميات كفار مسلمين أو مسميات أخرى مأخوذة من المسلسلات التلفزيونية وتكون النتيجة إصابات خطيرة في‮ ‬العيون أو الشفاه وأحيانا‮ ‬الأذان‮. ‬
أضف إلى ذلك أضرار نفسية كبيرة تلحق بالأطفال نتيجة انتشار هذه الألعاب سواء المفرقعات أو الأسلحة البلاستيكية باعتبارها العاب الحروب والصراعات والقتل والحرق والدماء ونحن بصراحة مش ناقصين صراعات‮ ‬فلم نكد نتجاوز انفجارات صراع‮ ‬2011م التي‮ ‬شهدتها الكثير من المناطق‮ ‬وكأن هناك من لا‮ ‬يريد لنا أن نتجاوز تلك الأصوات المرعبة‮. ‬
يا جماعة هذه الألعاب ممنوعة في‮ ‬معظم دول العالم ويتم التعامل معها بحزم وصرامة‮ ‬نحن فقط من نفتح أسواقنا للنافع و الضار على حد سواء ناسين أو متناسين أن المجتمع اليمني‮ ‬مليء بمن لا‮ ‬يستطيعون التفريق بين الصالح والضار‮. ‬
لذا لا‮ ‬يمكن أن أجد عذرا لوزيري‮ ‬الداخلية والتجارة في‮ ‬السماح باستيراد هذه الألعاب إلا إذا كانا‮ ‬يسكنان في‮ ‬منطقة راقية جدا‮ … ‬يعني‮ ‬في‮ أحد ‬تلك الأحياء التي‮ ‬لا‮ ‬يخرج أطفالها للعب في‮ ‬الشوارع‮. ‬
إذا كانا كذلك فهذه دعوة أوجهها لهما لزيارة حينا عند الساعة العاشرة صباحا‮ ‬أو حتى بعد العصر ليشهدوا اليرموك أو حطين أو بلاط الشهداء باعتبارهم لم‮ ‬يشهدوا تلك المواقع حينها‮. ‬

قد يعجبك ايضا