حصن مصر العظيم

عبدالرحمن بجاش


 - { سأردد ما قاله تشرشل عشرات المرات فحين قيل له : الفساد يضرب بريطانيا سأل فورا : هل وصل إلى القضاء¿ قالوا : لا قال مطمئنا : بريطانيا بخير وكنت أجلس إلى الزملاء الأعزاء ورئيس لجنة الانتخابات في مصر العزيزة يقرأ نتيجة الانتخابات الرئاسية أيقنت بما هو مؤكد لدي أن القضاء النزيه يظل الحصن
عبدالرحمن بجاش –

{ سأردد ما قاله تشرشل عشرات المرات فحين قيل له : الفساد يضرب بريطانيا سأل فورا : هل وصل إلى القضاء¿ قالوا : لا قال مطمئنا : بريطانيا بخير وكنت أجلس إلى الزملاء الأعزاء ورئيس لجنة الانتخابات في مصر العزيزة يقرأ نتيجة الانتخابات الرئاسية أيقنت بما هو مؤكد لدي أن القضاء النزيه يظل الحصن الحصين لأي مجتمع والقضاء المصري العظيم يثبت أنه كذلك فقد حقق مزيدا من الانتصارات للحقيقة ولنفسه وأرسل رسالته العظيمة للمصريين : «إنني حصنكم الحصين» وبرغم كل محاولات التشكيك وبرغم الغمز واللمز وبرغم كل الضغوط إلا أن القضاء ظل الملجأ الأخير يكرس قيمة عظيمة أن الدولة في مصر – برغم كل المعوقات – راسخة راسخة وفي المقابل أثبت جيش مصر العظيم أنه حامي الحمى لا شك في ذلك بالمطلق.
وانظر فلحظة أن أعلنت النتيجة قام الجيش بكل الإجراءات التي توفر الأمن للرئيس المصري الجديد بغض النظر عن أن يكون من هذا الحزب أو ذاك.
مصر بدون محيطها العربي لا تكون مصر وحين يبتعد عنها عربها تختل المعادلة وإلا ما معنى أن تتسمر العيون على الشاشات ويضع الناس أيديهم على قلوبهم قبل إعلان النتيجة بساعات بل بأيام ولا تسمع حديثا غير حديث مصر في كل مكان وستثبت الأيام أن جيش مصر تدخل في اللحظة المناسبة وأنقذ أم الدنيا وبرغم كل ملاحظات السياسيين إلا أن الجيش المصري يظل الحصن الآخر ولأنه جيش مصر لا جيش فلان وعلان ولأن الدولة راسخة قانونيا وفي ثقافة المجتمع فسيعود إلى ثكناته حاميا لمصر.
قال صديق أيام الحمى الانتخابية وفي لحظة بدت أنها مفصلية : إن مصر ستنفجر قلت : لا قال : ما دليلك¿ قلت : الجيش المصري لا يتبع شخصا ولا قبيلة الآن مصر تدخل مرحلة جديدة تحيط بها رغبات الغير بأن تظل بين السماوات والأرض برغم إمكاناتها المهولة فهل يدرك العرب إن بقيت في رؤوسهم ذرة من عقل أن يلتفوا حولها لنرحل معا نحو الخلاص¿ وهل تستطيع مصر التخلص من عقدة السادات وتعود لقيادة هذا الفراغ من شمال سوريا حتى شواطئ الأطلسي بنظرة جديدة تستوعب المتغير في العالم¿
مصر الآن في هذه اللحظة الاستثنائية بحاجة إلى أن تعيد النظر في ما حولها ولا تظل حبيسة مصر العربية وحذار من دعاة المتوسطية الذين يحاولون الهروب بها منا والإخوان المسلمون أمام التحدي الأعظم فإما أن يخرجوا بها أو يخرجوا من الإطار والمنطقة كلها ترنو إلى مصر وإليهم لترى ما هم فاعلون!!

قد يعجبك ايضا