«المياه ـ قضية حياة»

قاسم الشاوش

مقالة


قاسم الشاوش –

مقالة

قد أفلح وزير المياه والبيئة قولا وتوصيفا لمشكلة تراجع الخدمات الأساسية ومنها المياه حين عزا ذلك التردي في تقديم الخدمات للمواطنين بفساد الإدارة وكان ذلك التصريح في مقابلة صحفية أجرتها معه صحيفة 26 سبتمبر مطلع العام الجاري وإذا كان الأستاذ خالد رزاز وزير المياه قد شخص العلة وعرف السبب فكان من الواجب وواقع المسئولية التي يتبوأها كوزير أهم قطاع خدمي في البلد أن يبادر ويسارع في إصلاح الإدارة التي بفسادها انعكس سلبا على المجتمع وأصبح المواطنون يتجرعون المر والعلقم جراء تلك الإدارة الفاسدة فكلنا يعلم أن المياه قضية جوهرية بها نحيا وندوم على الأرض ودونها نهلك إذ لا يمكن للكائنات الحية الاستغناء عن قطرة الماء , والملفت للنظر أن قطاع المياه أكثر القطاعات الخدمية تكوينا ووجودا وأيضا دعما ماديا ولكنها في الوقت نفسه أدناها فاعلية وخدمة للمجتمع وهذا الترف والتضخم الإداري والجيش الجبار من الموظفين والعاملين في هذا القطاع قل أن يوجد في غيرها من المؤسسات الخدمية الأخرى فهناك وزارة المياه , ووزارة الزراعة والموارد المائية , والمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي , والمؤسسات المحلية للمياه والصرف الصحي , والهيئة العامة للموارد المائية ومشاريع وإدارات غيرها مستقلة تندرج تحت مظلة المياه كإدارة مياه حوض صنعاء, وإدارة المياه الجوفية وغيرها الكثير وهناك الدعم المادي لهذا القطاع الحيوي والهام الذي يظهر أن كل ذلك الدعم المحلي والخارجي والقروض والمساعدات الخارجية تصرف في غير مصارفها وتذهب تلك الموارد المالية الضخمة سدى , وقد تناولت في مقال سابق مشكلة المياه وانعدامها شبه الكلي وما يتجرعه المواطنون من مشقة وعناء جراء البحث الشاق والمضني عن المياه ظنا مني أن المسئولين على تزويد الناس بالمياه داخل العاصمة صنعاء وهي المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي المعنية بذلك لربما يستشعرون معاناة الناس وحجم المسئولية الملقاة على عاتقهم غير أنهم كخدمتهم تماما فهم خارج نطاق الخدمة وقد أحسن الإمام الشافعي قولا في وصف مثل هؤلاء القوم حين شعرا « لقد أسمعت من بالصوت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي « نعول كثيرا على مسئولي الدولة وعلى رأس الجميع فخامة المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أن يولي قطاع المياه اهتمامه الخاص ويسارع بتزويد هذه المؤسسة بدماء جديدة مؤهلة قادرة على تخفيف معاناة الناس وتزويد المجتمع بالمياه فالناس غير معنيين بالمشاكل والأزمات وليس أقل من حصوله على حقه في توفير المياه ..

قد يعجبك ايضا