حشوش رمضاني
معين النجري
معين النجري –
يحدث أن تكون في الشارع أو في باص أو مقيل أو أي تجمع فيتناهى إلى مسمعك (حشوش) من الوزن الثقيل, حشوش على كيفك تتمنى ألا تسمعه أيام الفطر فما بالك بأيام الشهر الفضيل حيث الشياطين مصفدة , يعني حتى لو قلت (الله يخزيك يا شيطان ) كما يقول أصحاب الكنانة , فلن يرد عليك إلا صاحبك الذي يشارك الحشوش أو ربما احد المستمعين الكرام , لان الشيطان حسب قولهم مربوط في سابع بحر.
سيقول لك احدهم إن رب رمضان هو رب كل الشهور . أقول له نعم ولكن الأجر في رمضان مضاعف كما إن الذنب ثقيل جدا, إضافة إلى أن الناس في حالة صيام من الأكل و الشراب فلماذا نفسد كل هذا الجهد بالحشوش على خلق الله بكلام يغضب الرب ولا تقبله الأذان النظيفة .
رمضان فرصة لتنقية النفس فلماذا نجلب الذنوب بثمار ألسنتنا ونحن لسنا بحاجة إلى كل هذا.
يقول لك احدهم إذا حاولت نصحه (ياراجل هذا حشوش عادي لا تكبر الموضوع) طبعا هذه التسمية اللطيفة لكن الأصل أو الاسم الحقيقي (غيبة)و(نميمة).
وأكيد نحن أصحاب الكلمة صحفيين وأدباء وإعلاميين ومثقفين نعتبر أبطال الحشوش بامتياز, لا احد يستطيع مجاراتنا في ماراثون الدق . وأحيانا نبالغ في الحش حتى نحول حياة احدهم إلى جحيم ونلحق الضرر بمصدر رزقه وسمعته في الوسط الذي يعمل به .
لذلك يصعب علينا أن نوجه النصيحة إلى المجتمع الذي يعاني يوميا من نيران حشوشنا الذي يتحول بقدرة قادر من مجرد حشة بريئة إلى خبر في الصفحة الأخيرة أو ربما الأولى, وعلى المتلقي أن يفرز بين ما هو حشوش و حلاوة روح وبين المعلومات والخبر الحقيقي الذي قد يستفيد منه.
يعني حشوش الناس يقتصر ضرره على مجالسهم وحوالينا لا علينا وحشوشنا يتوزع على آلاف البشر الذين يجدون أنفسهم مضطرين لتكعف مشاكلنا البينيه ومواقفنا .
لذا قد يكون الحشوش الإعلامي أكثر ذنبا باعتبار مستوى الضرر منه ولهذا هي دعوة لان نحاول ولو مجرد محاولة أن نخفض معيار الحشوش في رمضان, لنرحم أنفسنا قليلا و نرحم من يتابع الصحف.
ورمضانكم من دون حشوش