رمضان مدرسة ربانية لإعادة تأهيل النفس البشرية
استطلاع نورالدين القعاري

استطلاع/ نورالدين القعاري –
تكثر التساؤلات حول الاستغلال الأمثل لشهررمضان المبارك وتحويله إلى أيام للعبادة والتقرب إلى الله تعالى بالطيبات والبعد عن المنكرات.. فكيف نجعله شهرا للمكرمات والفضائل شهرا للطاعة والأنس بالله شهرا للذكريات الجميلة والساعات العذبة واللحظات الباسمة الباسقة بعيدا عن الملهيات وكافة ما يشغل عن الذكر.
«رمضانيات» تطرقت إلى كيفية الاستغلال الأمثل لشهر رمضان في تكوين الأسرة المسلمة من خلال تجربة مشايخ ودعاة.. فإلى التفاصيل:
دور الوالدين
يبدأ الشيخ محمود الموجاني- إمام جامع- التركيز على دور أولياء الأمور في استغلال شهر رمضان المبارك حيث يقول: هناك أمور يفترض على الوالدين القيام بها كتوجيه الأسرة على الحرص على قراءة القرآن ومساعدة الفقراء والمساكين وعدم إهدار الوقت في المسلسلات الرمضانية أو السهر خارج المنزل مشيرا إلى أن أئمة المساجد لابد أن تسهموا في قراءة القرآن ومحاولة ختمه والتدبر في قراءته إضافة إلى قراءة السيرة النبوية وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:(( هذا شهر رمضان قد جاءكم فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين)) وثبت في «سنن الترمذي» وغيره عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:((إذا كانت أول ليلة من ليالي رمضان صفöدت مردة الشياطين وغلöقت أبواب النار وفتöحت أبواب الجنة وينادöي مناد – وذلك في كلö ليلة من لياليه: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أمسك ولله – تبارك وتعالى – عتقاء من النار وذلك في كل ليلة من لياليه)).
تنظيم جدول
قال بسام الحماطي- داعية- أن الاستغلال الأمثل لشهر رمضان الكريم يتوفر لدى الحريص عليه من خلال أعمال الخير التي تكون بالعطف على الفقراء والتراحم والتكافل والتقرب إلى الله تعالى بالعبادات وعدم إضاعة الشهر في المسلسلات البالية والمشي في الأسواق باعتبار أنه شهر طاعة وعبادة ومحبة وإخاء مضيفا أن على كل حريص أن يصمم جدولا لرمضان وياستغل الوقت بما يفيد وينفع الإنسان الحريص على الفائدة مطالبا الابتعاد عن ما يفسد جو السكينة والإيمان بعد الإفطار بالسب أو النميمة أو الشتائم أو بمتابعة المسلسلات التي لا تجلب النفع أو كثرة الخروج إلى الأسواق.
وأكد الحماطي على أهمية استغلال شهر القرآن لعظمته والذي قال فيه الله تعالى:(شهúر رمضان الذöي أنúزöل فöيهö الúقرúآن هدى لöلناسö وبيöنات مöن الúهدى والúفرúقانö فمنú شهöد مöنúكم الشهúر فلúيصمúه ومنú كان مرöيضا أوú على سفر فعöدة مöنú أيام أخر يرöيد الله بöكم الúيسúر ولا يرöيد بöكم الúعسúر ولöتكúمöلوا الúعöدة ولöتكبöروا الله على ما هداكمú ولعلكمú تشúكرون).
جهد مضاعف
وقال الشيخ جبري إبراهيم مدير الوعظ والإرشاد بأمانة العاصمة أن الصيام فريضة على كل مسلم ومسلمة ويجب على كل ذي عقل أن يستغل هذه المنحة الربانية قائلا: شهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار وعلى الجميع أن يبذلوا جهدا مضاعفا للحصول على مزيد من الطاعة وإخراج الصدقات لأن الأجر والثواب في شهر رمضان أضعافا مضاعفة.
وأضاف الشيخ جبري أن على الشباب اغتنام هذا الشهر الكريم لما له من فوائد في جميع جوانب الحياة الصحية والعلمية والدينية.. مشيرا إلى ضرورة صلة الأرحام وتفقد اليتامى والأرامل وإعطائهم من مال الله.. مبينا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان أجود من الريح المرسله فيجب أن نقتدي بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أكثر وأكثر خلال هذا الشهر الفضيل.
نور من ربه
وتحدث الدكتور محمد عبدالهادي عن أن الفرح بقدوم هذا الشهر ومعرفة فضله ومكانته من أعظم الأمور المعöينة على الجد والاجتهاد فيه ولا يدرك نكهتها إلا من ذاقها وعرفها وكما قيل: من ذاق عرف وهي حلاوة يغترف منها العقل والجنان ويعترف بها اللسان والأركان حيث قال تعالى: «أفمنú شرح الله صدúره لöلúإöسúلامö فهو على نور مöنú ربöه» وعنú عامöرö بúنö سعúد عنö الúعباسö بúنö عبúدö الúمطلöبö أنه سمöع رسول اللهö صلى الله عليه وسلم يقول: «ذاق طعúم الإöيمانö منú رضöى بöاللهö ربا وبöالإöسúلامö دöينا وبöمحمد رسولا» واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاث منú كن فöيهö وجد بöهöن حلاوة الإöيمانö: أنú يكون الل