هموم وأحاديث دنيوية تتخلل جلسات ليالي الشهر الفضيل
تحقيقنجلاء علي الشيباني

تحقيق/نجلاء علي الشيباني –
يمتلكن الكثير من الوقت .. أو هكذا يتوهمن ولذلك فهن يسعين جاهدات إلى صرفه بأي شيء وفي أي مكان يبحثن في ليالي هذا الشهر الفضيل عن من تشاركهن ساعات في مجالس القات والشيشة والتفرطة أو في الذهاب إلى الأسواق وأمام شاشات التلفازرغم الانطفاء المتكرر للكهرباء إلا أن الماطور يفي بالغرض لإعطاء الناس فرص كافية لمتابعة المسلسلات والمسابقات الرمضانية في مختلف القنوات الفضائية وتنوع المائدة الرمضانية ذات الأطعمة الخاصة بالشهر الكريم .. وبهذا تختلف أسرة عن أخرى في طريقتها لتمضيتها ليالي رمضان.
❊ في أحد الأحياء الشعبية تبدأ ربة المنزل بتحضير منزلها لكونها تخشى أن تأتي صديقاتها بعد صلاة العشاء قبل أن تكون قد جهزته كاملا بكل طلباته من الشيشة والقهوة المعروفة هذا بالإضافة إلى النعناع والفوفل الذي يتناول مع القات .. سيدة المنزل لا يضايقها حضور صديقاتها وجاراتها المبكر .. دقائق بعد صلاة العشاء ويمتلئ المقيل بالنساء اللواتي يحملن القات ومعها تبدأ أحاديث النميمة والقيل والقال وتناول الأحاديث كل امرأة حسب معلوماتها عن قصة ما .. طبعا لا يخلو الحديث من المبالغة والإضافات التي تجعل للقصة أهميتها مما يلفت انتباه الأخريات كحديثهن عن الإرهاب والاختطاف والتفجيرات في الشوارع اللا إنسانية والأبرياء الذين يذهبون ضحاياها دون ذنب .. وهكذا طوال شهر رمضان المبارك.
وفيما جرت العادة في أكثر أوقات الليالي الرمضانية أن تخصص فترة ما بعد صلاة العشاء لاستقبال الأصدقاء والزائرين فلا يخلو البيت عن البعض إعلان حالة طوارئ فالاستعداد فوق العادة يستنزف الجهد ويضيع الوقت .. فهاهي سعاد التي تستقبل ضيوفها من الأقارب طوال أيام شهر رمضان كما تقول سعاد فإن شهر رمضان هذا العام يمثل بالنسبة لها شهرا مليئا بالتعب والعناء فهي تدخل المطبخ لإعداد وجبات إضافية كالسنبوسة وبيتي فور والمحلبية والجيلي والعصائر المتنوعة إلى جانب وجبة الإفطار التي تقوم بإعدادها لها ولأسرتها وترى بأن ضيوف ما بعد العشاء يشكلون لها أزمة ويحرمونها من صلاة التراويح فلا تصليها إلا بعد منتصف الليل وهكذا طوال ليالي شهر رمضان.
سهر وسمر
❊ أمة الرحمن القباطي تحب شهر رمضان كما تقول لأنها تتمكن من السهر مع صديقاتها من بنات الحي من بعد صلاة التراويح إلى قرب الفجر في مجالس القات وإذا توفر لديها مزيد من الوقت فإنها تتأخر للذهاب للتسوق فرمضان شهر سمر وسهر وراحة كما تقول.
هناك من بدلت حياتها وعكست انشطتها الحياتية الرمضانية فيما نجد بعض النساء يمتلكن طرقا مختلفة ومهارات لإحياء ليالي رمضان فبعد أن يتناولن الإفطار بسرعة قياسية ليتمكن من اللحاق بجاراتهن اللواتي يمتكى ماطورا للحصول على الطاقة الكهربائية التي تشغل التلفاز ويمكنها من متابعة المسلسلات كون الكهرباء دائمة الانطفاء في منزلها فهي تضيق من الظلام ..
هذا هو حال أم أيمن ربة المنزل المعتادة على مشاهدة التلفاز طوال أيام الفطر ومع دخول رمضان والانطفاء المتكرر للكهرباء هذه الأيام تضطر إلى اللجوء لجارتها والبقاء في منزلها لوقت متأخر من اليل لمشاهدة المسلسلات والبرامج الرمضانية.
فيما تتجه أمة السلام إلى ديوان القات لتجتمع مع صديقاتها وتبدأ لحظات السمر من بعد صلاة العشاء إلى قرب السحور وما إن ينتصف وقت الجلسة وتبدأ البعض منهن بالحديث عن هموم الأبناء ومشاكلهم والغلاء ومتطلبات رمضانية إلى لوازم العيد من ملابس للأبناء والزوج والحلويات وغيرها من المتطلبات التي لا حصر لها ويطول الحديث عن الوضع الراهن والمخاوف التي دخلت قلوب