عيون الوطن في الشبكة
عمر كويران
عمر كويران –
الوطن بأرضه وسماه وأهله ومحيط بحره كيان هو الأعلى في سياق التكوين ولا يحق لأي مخلوق على وجه الأرض المساس بحقه أو النيل من كرامته أو التجسس عليه فللوطن عيون ترمي بنظرها نحو أية شباك تريد صيد مصالحها على حساب غيرها فهذا مستحيل مناله طالما العيون منتبهة في هذا الاتجاه .. وأيا كان قانون أو نظام أو مصطلح يتعاطى مثل ذلك فليس في حكم موضعه أساس ومن هذا المنطلق تكون الشعوب هي الناظر بالعين الثاقبة لمن يحاول الوصول بشباك تجسسه إلى وطن غيره .
مؤلم جدا أن يأتي من هو في نفس العقيدة أو الاعتقاد لمدرج الديانة أن يخوض غمار رحلته في بلد الإيمان والحكمة وهو يعلم سلفا أن هذا البلد صعب عليه الخوض بشباكه حتى وإن سمحت له الفرص الوصول إلى مياه .. لكن ما بعد تكون النهاية مسك ختام لعملية ختان تقر فعلها كل شرائع الأديان .فما بال هؤلاء القوم لا يفقهون حديثا وكيف إذا كان الحال بنفس فعله حط رحاله بشاطئ بلادهم . أليس عيبا وأهانه وعدوانا سافرا في حق الآخر . فأي امتياز في فصل الحق يجيز للغير التجسس عليه . بل حرام في مسلك من يعتمد على هذا النهج المشين من أجل لاشيء سوى لهدف معدوم الغاية . وإذا كان وجبت المعرفة للتعريف بخافي ما في النفوس فهناك شرع يعطي حق التعرف بأصوله الثابتة .
هذا الوطن الذي آمن سكانه بالرسالات لا يحق لأحد التعامل معه بأسلوب التجسس أو الخداع أو كل ماهو غير قابل للتوافق مع الاستحقاق .. ولا يوجد في نعمة الخالق على عباده ما يحث لفرض خيار غير مختار فالأمم في خارطة المطرح شعوب وقبائل ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ولا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) صدق الله العظيم . فأين مرصد التصنت والتجسس في محل التعارف وما هو المعنى من رغبة الشعب عند القيام بهذا وعلى أي أساس تبني الأمم علاقتها إذا لم يكن للعلاقة احترام . ولا خير فأمة محمولة في الباطن بأسوأ ما يتخيله الإنسان .
يمن الخير والعطاء بلين الفؤاد لا تستحق من مسلم في معقل الدين تعامله معها بهذا الإتقان المسيء لأهله لمن صاغ نشاطه في حق شعب له عمق الحضارة ما يدعي الآخر بنفس عمق حضارته بمخطط السيطرة والاستبداد على من حوله ولولا القدرة على الصبر والعفو عند المقدرة لكان الخطاب غير الخطاب على اللسان .. ولنا حق إذا ما عاد أولئك على الخط مرة أخرى أن نعطي لسهم العين بالانطلاق إلى ما يحمي الوطن بمفصل الدفاع عن ترابه في وجه من كان كان بحسب ما يمليه علينا الواجب والزمن في أصل مجراه رحلة يقف فيها المدعي بقوته خاسرا أمام بركان ثائر من أجل وطنه . وليعلم الجميع في كل اتجاه بما يقره القياس بجهاز ناظره والكل مستعد في أي خط متجه لكسب الرهان‮