أفـــــــــياء
محمد القعود

محمد القعود –
الخيال
كان الخيال
يؤدي حياته بصورة مخالفة للروتين..
يهرب من مدرسته
ويبحث عن مدرöس خصوصي
ليعطيه دروس تقوية في الشجاعة.
الخيال
يتنزه فوق دراجته الهوائية
ويرسل تحياته للمارة
بطريقة رشيقة تثير الإعجاب..
في جيبه هويات كثيرة
بأسماء ومهن وصور مختلفة
يستخدمها في النصب على المواقف الصعبة
ويبرزها لحواجز الفقر
كلما صار مطلوبا أمنيا للخوف.
الخيال
يتلصص على بنات الجيران
ويتنهد بعمق يثير الارتياب..
كلما باحت ظفيرة بعطرها..
وآهة بسرها.
الخيال
لم يخلع مراهقته الدائمة
لم يخلع شقاوته المزمنة
يمارس عاداته السرية
إن رأى فتنة متبرجة
ويمارس النميمة بصورة مريبة
إن تحشدت ظنونه
بين جموع الناس.
الخيال في زمن الترف يثمل
الخيال في زمن المجاعة ينتحب
الخيال في زمن الخصب .. يطرب
والخيال في زمن الكبت
يوزع منشورات الحرية..
الخيال يقهقه نشوته
ويؤرجحها بين أقواس النصر
يأخذ بيدها ويجولها بين هجيج الأحزاب
يجعلها تنخز إبط الفوضى
وتقرص مؤخرة الشعارات العقيمة..
يشجعها على مجادلة الفراغ
والتحرش بوقار المجهول..
يأخذها إلى مقهى الإنترنت
ويفتح لها صفحة في »الفيس بوك«
يضيف إلى اسمها المستعار
أصدقاء وأقنعة..
وكلمات تنتظر قهوتها الصباحية!!
الخيال يعرج في سيره
إذا تسابق مع الحقيقة
ويومض ظله
إذا أراد علامة تعجب إضافية.
الخيال
يمرöن فوضاه وشقاوته
كلما تقدم في الضجر.