الإعلام الحزبي والأهلي وابتعاده عن الوفاق

منير أحمد قائد

 -  كثيرة هي ومتعددة جوانب ومجالات المعاناة التي يعاني منها أبناء المجتمع اليمني ولكنني سأتناول جانبا منها وهو افتقادهم للمعلومة الصحيحة والكلمة الصادقة المناط تقديمها من لهم من مختلف وسائل الإعلام والوسائط الاتصالية فعلى كثرتها منذ تفجر الأزمة السياسية وحتى اللحظة الراهنة فإن غالبيتها وخاصة الحزبية والأهلية والمستقلة يخضع أداؤها لمؤثرات سياسية وخلفيات مختلفة ودوافع ومحددات يجعله أداء سلبيا مضرا بالروابط الوطنية وعاجزا عن أن يكون أداء وطنيا مؤثرا وبناء بالمستوى المأمول ونتيجة التمازج بينه وبين المخرجات
منير أحمد قائد –
> كثيرة هي ومتعددة جوانب ومجالات المعاناة التي يعاني منها أبناء المجتمع اليمني ولكنني سأتناول جانبا منها وهو افتقادهم للمعلومة الصحيحة والكلمة الصادقة المناط تقديمها من لهم من مختلف وسائل الإعلام والوسائط الاتصالية فعلى كثرتها منذ تفجر الأزمة السياسية وحتى اللحظة الراهنة فإن غالبيتها وخاصة الحزبية والأهلية والمستقلة يخضع أداؤها لمؤثرات سياسية وخلفيات مختلفة ودوافع ومحددات يجعله أداء سلبيا مضرا بالروابط الوطنية وعاجزا عن أن يكون أداء وطنيا مؤثرا وبناء بالمستوى المأمول ونتيجة التمازج بينه وبين المخرجات السياسية المشوهة والمواقف المغلوطة وغير المسئولة أحيانا برزت واتسعت ظاهرة تدفع التضليل والمغالطة والتشويه عبر الأداء الإعلامي السياسي لغالبية وسائل الإعلام والوسائط الاتصالية تلك بدون تقيد بقوانين وأخلاقيات المهنة وأخلاقيات ومبادئ العمل السياسي الوطني دون أن يدرك القائمون عليها خطورة استمرار وسائلهم الإعلامية أكانت مرئية أو مقروءة أو الكترونية أو غيرها على السلم الأهلي ووحدة النسيج الاجتماعي والوطني وروابط الوطن والمحبة والشراكة والتعايش حيث أن مخرجات هذا الأداء تصطدم بالواقع الوطني لأنها تؤثر فيه سلبا من خلال إذكاء الصراعات والتناقضات والتبيانات المختلفة وتجهيل البعض بمعلومات خاطئة وتوطين قناعات لا تتسق مع المصلحة الجمعية وتوسيع نطاق التوترات فتتحول هذه المخرجات بعد التفافها من قبل الكثيرين من أبناء المجتمع إلى جدل توتري في أوساطهم واعتماد مصادرها من قبلهم للترويج للمعلومات الخاطئة والمفردات والعبارات المسيئة ويتحقق الهدف من ذلك الأداء ومخرجاته بصورة مقصودة أو غير مقصودة بإشاعة التضليل والزيف والأكاذيب والتزوير وينتج عن كل هذا استمرار التوترات وتولد الإحباط واليأس لدى العامة من الناس حول المستقبل وتحسن واقع مجتمعهم ووطنهم نتيجة الأداء المغلوط الملغم مخرجاته ببارود إثارة الصراعات والتنافر والحقد والكراهية والبغضاء إلا أن هذا الأداء ما زال يصطدم كما أسلفنا بالواقع وبالوعي المجتمعي الجمعي للغالبية لكنه أداء غير منفصل عن السياسة ويظهر بمخرجاته وتأثيرها السلبي أيا كان نطاقه.
إن القوى والفعاليات السياسية والمجتمعية المختلفة وكثير من أبناء المجتمع غير ملتزمة بما تعاهدت عليه عمليا لينتصر الجميع للوطن ومصالحه العليا وهذا مخالف لحقيقية واقع اليمنيين ككل الذين قد ينزعجون من هذا الأداء ويعبرون عن عدم رضاهم عنه إلا أنهم لا يتأثرون به على نطاق كبير أو واسع ويظلون بحدسهم الواعي والتلقائي ينشدون أن تكون العلاقة سليمة وسوية بين القوى السياسية وفي نفس الوقت يمثلون في حركتهم الجمعية حراكا عاما ضاغطا على هذه القوى حتى تصويب أدائها وينتجون قوى جديدة حية وفاعلة باستمرار وأن لم يطف فعلها السياسي والمجتمعي إلى صدارة المشهد العام وهذا الحراك الواعي والناضج يمثل صمام أمان لا يسمح للأزمات والصراعات المفتعلة أن تصل إلى مستوى المساس بالروابط الوطنية أو الكيان الوطني.
لقد كان من المسلمات أن مخرجات الأداء الإعلامي والسياسي والكثير من وسائل الإعلام والوسائط الاتصالية ومعظم القوى السياسية قد أدى منذ تفجير الأزمة السياسية مطلع عام 2011م إلى الإسهام في اتساع ظواهر أضعاف الدولة وهيبتها ونظامها العام بعد أن كادت هذه الأزمة تؤدي إلى انهيار الدولة وبالتالي تقسيم المجتمع وتمزق الوطن ومن نتائجها تعامل الدولة مع كل الكيانات التأطيرية المدنية والسياسية والمختلفة على الرغم أنها غير قانونية وبعد التوصل إلى اتفاقية التسوية السياسية لحل هذه الأزمة لم يتجه الخطاب السياسي والإعلامي لكثير من وسائل الإعلام والقوى السياسية إلى تجسيد الوفاق أو الإسهام في ترجمته عمليا فظل الخطاب التنافري والعدائي بمتسويات متفاوتة فأظهر بعض القوى السياسية أنها ما زالت بعيدة عن مشروع الوفاق الذي بتحقيقه خلال المرحلة الانتقالية سينتقل بالمجتمع والوطن إلى المشروع الوطني الجديد القائم على عقد اجتماعي جديد يجتمع عليه أبناء اليمن ورغم استمرار ادعاء كل القوى السياسية أو غالبيتها وخاصة المبرمة لاتفاقية المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية حرصها على الوفاق ونجاحه فإن مخرجات الأ

قد يعجبك ايضا