ثورة ضد الإرهاب

علي‮ ‬محمد قائد

 - ❊ .. ‬الالتحاق بكلية الشرطة حلم‮ ‬يراود كل شاب نظرا للإجراءات المتبعة وشروط القبول التي‮ ‬يعجز عشرات الآلاف من الشباب عن اجتيازها ومن بين الآلاف من الطلاب المتقدمين كل عام‮ ‬يتم اختيار عدد قليل جدا ربما لا‮ ‬يتجاوز الـ(‮٠٠٥) ‬طالب سنويا‮ .. ‬وبالطبع لا أحد‮ ‬يستطيع تقدير فرحة أي‮ ‬طالب‮ ‬يتم قبوله في‮ ‬كلية الشرطة لأن
علي‮ ‬محمد قائد –
❊ .. ‬الالتحاق بكلية الشرطة حلم‮ ‬يراود كل شاب نظرا للإجراءات المتبعة وشروط القبول التي‮ ‬يعجز عشرات الآلاف من الشباب عن اجتيازها ومن بين الآلاف من الطلاب المتقدمين كل عام‮ ‬يتم اختيار عدد قليل جدا ربما لا‮ ‬يتجاوز الـ(‮٠٠٥) ‬طالب سنويا‮ .. ‬وبالطبع لا أحد‮ ‬يستطيع تقدير فرحة أي‮ ‬طالب‮ ‬يتم قبوله في‮ ‬كلية الشرطة لأن مستقبله مضمون ومكانته مرموقة بعد تخرجه ومن بين هؤلاء الطلاب أولئك العشرة الذين لم تكتمل فرحتهم وفرحة أهاليهم بل وفرحة وطنهم بهم وهم الذين طالتهم أيادي‮ ‬الشر والعدوان وسلبوا حق الحياة بدون وجه حق‮ ‬ينتظرون موعد إجازتهم وخروجهم من الكلية بفارغ‮ ‬الصبر وهم‮ ‬يرتدون الزي‮ ‬العسكري‮ ‬حاملين حقائبهم بأيديهم‮ ‬يتباهون بأنفسهم ويفتخرون كونهم طلابا في‮ ‬كلية الشرطة‮ ‬يقضون‮ ‬يومين برفقة أهاليهم ويعودون إلى كليتهم وهم‮ ‬يحسبون الساعات والأيام حتى‮ ‬يحملوا النجمات على أكتافهم ويؤدوا عرض تخرجهم ويحملوا شهادتهم رافعين رؤوسهم عاليا‮ .. ‬ولكن حدث مالم‮ ‬يكن في‮ ‬الحسبان‮ … ‬بركان انفجر ببوابة الكلية اهتزت له القلوب وتفتتت لهوله الصخور وغضبت لانفجاره السحاب والبحار وسالت لأجله الدموع‮ .. ‬لقد تم اغتيالنا جميعا فلم‮ ‬يكن ضحية ذلك العمل الإرهابي‮ ‬الجبان تلك الكوكبة من الشهداء والجرحى بل كنا نحن ضحايا ذلك العمل الإرهابي‮ ‬والاجرامي‮ ‬الجبان والغادر لأننا لم نعتد على ذلك ولم‮ ‬يشهد وطننا الغالي‮ ‬وأبناؤه مثل تلك الأعمال الاجرامية‮ .. ‬فما ذنب المائة جندي‮ ‬الذين تم اغتيالهم في‮ ‬ميدان السبعين وما ذنب العشرة الطلاب الذين لقوا نفس المصير في‮ ‬كلية الشرطة¿ هؤلاء ليسوا أعداء لأحد وليس‮ ‬غيرهم من الأبرياء أعداء لأحد بل العدو الحقيقي‮ ‬والشيطان الرجيم هو من له‮ ‬يد في‮ ‬حدوث مثل تلك العمليات الإرهابية وإن كانت القاعدة هي‮ ‬المسؤولة عن كل ذلك فنحن جميعا أعداء لها ويجب أن نقوم بثورة حقيقية ضد أولئك الشياطين لم‮ ‬يعد المجال والوقت والظروف مسموحا للمكايدات والاختلافات الحزبية والسياسية والنزاع على السلطة بل هناك ما هو أهم من السلطة ومن الفوز في‮ ‬الانتخابات وهو حماية أرواح الأبرياء من أولئك القتلة والذين‮ ‬يستغلون الثغرات وينفذون منها ليقوموا بما‮ ‬يقومون به من أعمال اجرامية‮ ‬‮ ‬لقد وصلنا إلى مرحلة حرجة وصعبة ويجب الوقوف عندها بشجاعة فالقضية تعني‮ ‬الحفاظ على أرواحنا فحياتنا جميعا تحت التهديد لأن عدونا الحقيقي‮ ‬لا‮ ‬يواجهنا بدبابة في‮ ‬الشارع أو مدفع أو رشاش إنما عدونا شخص عادي‮ ‬يندس بيننا‮ ‬يرتدي‮ ‬حزاما ناسفا مخفيا بملابسه فيفجر نفسه ويقضي‮ ‬على العشرات والمئات‮ .. ‬وبالطبع ليس ذلك الانتحاري‮ ‬الجبان هو عدونا الرئيسي‮ ‬بل عدونا الرئيسي‮ ‬من‮ ‬يمول ويخطط ويستغل سذاجة أبنائنا ليقوموا بعمليات انتحارية ولأنهم جبناء فهم أشبه بفئران المجاري‮ ‬وخفافيش الظلام‮.. ‬وبدلا من ملاحقتهم نكتفي‮ ‬بالتنديد وتوجيه أصابع الاتهام نحو بعضنا البعض‮ ‬‮ ‬فهل من المعقول أن‮ ‬يقوم نظام أو حزب أو جماعة بعمل ذلك¿ وإذا كان الوضع سيظل كما هو عليه فبدون شك أن الإرهاب ستمتد جذوره وشياطينه ونحن نتنازع في‮ ‬ما‮ ‬بيننا بينما هم‮ &#823

قد يعجبك ايضا