أماكن يمنية.. سحر الأسماء والصفات..!!

محمد المقالح


محمد المقالح –
المقالح عبدالكريم
> “آزال” أسم لمدينة صنعاء ورد في التوارة..!
> حضرت “عدن” في كثير من المعاجم اللغوية بمعان متعددة..!!
> سيطرة أسماء الرجال على معظم المحافظات عدا محافظة “الحديدة”..!!¿

< بالنظر إلى اليمن كبلد له أرثه التاريخي العريق الممتد إلى حوالي أربعة آلاف عام.. تعاقبت على شتى أرجائه الكثير من الحضارات الإنسانية.. غالبا ما نعثر على كثير الكثير من الأسماء والصفات الغامضة لمعظم الأماكن: وأن - قرى.. على اختلاف وتفاوت التضاريس التي تنوجد فيه: جبال - أودية- سهول- سواحل - صحاري..الخ.
إلا أن ذلك الغموض المحير… سرعان ما تنجلي ضبابيته وتتضح معالمه بشيء من الفحص والبحث والتنقيب والتدقيق.. وبالرغم من أنها رحلة شاقة.. إلا أن متعتها تكاد متعة القيام برحلة حقيقية إلى تلك الأماكن.. والتي رفعت درجة حرارة فضولنا من الصفر إلى المليون مئوية.. بشيء بسيط منها وهو أسمها..!!
< في رحلة البحث والاستقصاء عن مصدر أسم مدينة هنا أو قرية هناك على امتداد الأراضي اليمنية الواسعة .. يلحظ الإنسان بسهولة ويسر أن ثمة تنوع في المصادر.. ويعود ذلك التعدد إلى اختلاف نمط المصدر هذا عن ذاك.. لكنها في معظم الحالات "يمنية" تماما في "محليتها" سواء على مستوى المصدر أو الأسم.. عدا حالات نادرة مثل مدينة "كريتر" في محافظة عدن والتي تعود تسميتها إلى فترة الاحتلال الانجليزي لعدن.
وترجع أغلب المدن في تسمياتها إلى مصدر رئيسي هو: الإنسان بشكل عام.. سواء في حالته الفردية مثل: الملوك والعلماء والشخصيا تالمجتمعية الكبيرة.. والتي سكنت في ذلك المكان أو عاشت وذاع صيتها فيه.. وهناك الحالة الجماعية والمتمثلة في التجمعات البشرية المعروفة بالقبائل..!
< ولو شئنا بداية لرحلتنا فستكون من ومع عاصمتي اليمن: صنعاء وعدن حيث تعرف الأولى بمدينة سام حينا وحينا آخر بمدينة آزال وإذا ما عدنا إلى مصادر الإخباريين العرب.. سنجدها في معظمها تتفق على أن "سام بن نوح" هو مؤسسها كأول مدينة تختط فعليا بعد الطوفان..!
أما التسمية الأخرى.. فهي نسبة إلى “آزال” بن يقطن بن العبيد بن عامر بن شالخ” حفيد سام بن نوح.. وقد وردت هذه التسمية: “مدينة آزال” في التوارة.. ما يؤكد على قدمها كمدينة تاريخية عريقة جدا..!
أما مدينة عدن.. وحسبما أشار المؤرخ عبدالله محيرز.. فإن لها حضور واسع في المعاجم اللغوية والتي أعطتها كثيرا من المعاني.. حيث جاءت عدن بمعنى الإقامة.. وعدن البلد أي يسكنها.. و”عدنت الإبل” أي لزمت مكانها.. و”عدن الأرض” إذا هيأها للزراعة وقام بتسميها.. و”عدن المكان” لما يستخرج منه المعدن.. أما العدالة فهم الرجال المجتمعون ولعل كل تلك المعاني تحيل إلى مفهوم محدد هو:”الاستيطان مع ما يجعل الاستقرار ممكنا للزراعة والتعدين ورعي الدواب..!!
< وسواء اتجهنا شمالا نحو عمران أو حجة .. أو عدنا جنوبا باتجاه لحج.. فإننا سنظل مسورين بذات المفارقة العجيبة المثيرة للدهشة وهي: سيطرة الأسماء الرجالية على اسماء المحافظات في معظمها.. عدا واحدة منها وهي "الحديدة" .. في حالة تكاد تكون نادرة جدا.. إذ إن تسمية هذه المحافظة تعود إلى امرأة تحمل ذات الأسم:"حديدة" .. حسبما ذكره الشيخ العلامة أحمد عثمان مطر في كتابه: اتحاف الأمة فيما اختص به الإمام الأعظم أبو حنيفة من المزايا والفضائل عن بقية الأمة يقول: "كان حدوث الحديدة في حدود عام 700هـ وقيل كان فيها امرأة واسمها حديدة لها محل ينزلون عندها الغرباء والمسافرين لأجل المبيت والراحة.. قال وكانت قرية صغيرة قرب البحر يأوي إليها أصحاب الزوارق الذين اصطادون الحوت فنسبت القرية إليها.. أي إلى المرأة المذكورة".
أما محافظة البيضاء.. فهناك من نسب الأسم إلى الصخرة البيضاء الشامخة التي تتوسط المدينة والتي أقيمت عليها القلعة التاريخية التي يطلق عليها “قلعة شمر ثاران”.
وهناك من يرى بأن تسميتها بالبيضاء يرجع إلى “الذرة البيضاء” التي تعتبر المحصول الرئيسي فيها.
< كريتر: "Crater" تعني فوهة البركان.. وأطلق على المدينة هذا الأسم بعد الاحتلال البريطاني.
عمران: يقول النسابون وفي مقدمتهم نشوان بعد سعيد الحميري عن اسم عمران.. أنه ينتسب إلى ملك من ملوك حمير.. وهو “ذو عمران بن ذي مراثد” وبه سمي “قصر عمران”.
حجة: تعود تسمية هذه المحافظة إلى “حجة بن أسلم بن علي بن زيد بن جثم بن حاشد” وثمة قول آخر بأنها بطن من بطون “حجور بن أسلم” وكل بلاد حجة من حجور.
لحج: تنسب المصادر العربية الإسم إلى شخص يعود نسبه إلى سبأ ثم قحطان وهو: لحج بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

قد يعجبك ايضا