حسين فايع…
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش –
رمضان هذا العام سيمر بدون أن نسمع صوت الأستاذ فايع من الإذاعة ما يعني أن علينا أن نسأل : لماذا¿ والجواب ببساطة هو أن الرجل يرقد على فراش المرض منذ فترة ليست بالقصيرة ولم يكلف أحد نفسه مجرد أن يسأل!! والأمر ليس بالجديد فنحن ننسى الأموات ممن لهم علينا أن لا ننساهم ومع ذلك يذهبون في غياهب النسيان رغما عنا وعنهم أما الأحياء فحدث ولا حرج هم يعيشون بين ظهرانينا ولا نكاد نسمع بهم ولا بما قدموه ولا ندري عنهم شيئا إلا حين نقرأ نعيهم على استحياء فندبج التعازي وبعض قصائد وينتهي المولد وينفض بعد أن نعبث في القاعات حتى ندمي الحياة نفسها ومن اليوم التالي لا نعود نتذكر شيئا عن الفقيد.
خذ من الأمثلة ما تريد فالبردوني لم يبق منه سوى نفر «يتشارعون» حول تركة متواضعة لا تسمن ولا تغني من جوع وإرث عظيم مكتبة غنية لا تدري أين مصيرها!! لا الثقافة سألت ولا اتحاد الأدباء ولا أي أديب رفع الصوت عاليا : أين متحف البردوني¿ حتى ذمار افتراضا!!
الدكتور يحيى الحيفي يرقد في منزله بعد أن انفض الجمع الذي لم يكن يخلو منه ديوانه معظم الأيام يوم أن كان الرجل بكامل صحته لا ينسى أحدا ويكون دائما على استعداد لفعل كل شيء من أجل دوام الزمالة والصداقة وأواصر القربى الآن لا أحد يقرع بابه يسأل : أين أنت¿
الشاعر الكبير محمد الفتيح لا أحد يدري كيف حاله في تعز حسن عوض في زبيد هو الآخر لا أحد يتذكره واثق شاذلي إذا لم يذكر نفسه بين الأسبوع والآخر – وهو الأستاذ الصحفي – فسيضيع في الزحمة لا أحد سيقول أين هو¿ شكيب عوض لا إذاعة عدن ولا تلفزيونها ولا أية صحيفة تحيي سنويته!! نحن هنا في «الثورة» نحاول أن يكون للوفاء دولة ولذلك سنذكر هذا العام وبتواضع بالأستاذ محمد الزرقة ولأول مرة بعد أن غيبه الموت ونسيه الجميع وهي مناسبة لأن نذكر بأن الاختلاف لا يفسد للود قضية فأنا شخصيا أستطيع أن أذكر أسفارا من مآخذ شخصية عليه لكن السمو والترفع يفترضان أن نضع ذلك جانبا فقلم عظيم – وأنا هنا لا أقارن – مثل محمود السعدني خرج من سجن الواحات في مصر أيام عبدالناصر ليرفع وبالصوت «الحياني» – على طريقة عمنا محمود رحمه الله – : «عبدالناصر يا عظيم».
الزملاء جميعا هنا وفي اتحاد أدباء العاصمة بقيادة القعود سنذكر بالأستاذ بقدر استطاعتنا والهدف تأسيس دولة الوفاء لا أقل ولا أكثر منú منكم يتذكر الزرقة أو أحمد البشاري أو محمد الزبيدي أو محمد الشيخ أو عبدالله الشرفي أو عبدالله الشهاري أما اليازلي فهو موجود وليس موجودا وكذلك الأستاذ الكبير أحمد دهمش – أطال الله في عمريهما – مهما اختلف أحدنا مع أي منهم أو كان له رأي فيهم.
عودة إلى فايع الرجل لم يعد يقدم «كاتب وكتاب» لأنه مريض مريض ولا أحد يسمع هل هناك كيان اسمه نقابة الصحفيين¿ يبدو لي أنني سمعت بها لم تشارك في أربعينية العصار!! ألا هل بلغت اللهم فاشهد.