منطقة شملان خارج نطاق الاهتمام

عبدالله علي النويرة


 - تتمدد مدينة صنعاء في كل الاتجاهات وبشكل عشوائي مريع وبدون أن يكون هناك 
على ما يبدو أي خطط وبرامج لمواجهة هذا التمدد من ناحية توفير الخدمات 
الضرورية لحياة الإنسان ودون أدنى حد من مقومات البنية التحتية التي يجب أن 
تتوفر للسكان ب
عبدالله علي النويرة –

تتمدد مدينة صنعاء في كل الاتجاهات وبشكل عشوائي مريع وبدون أن يكون هناك
على ما يبدو أي خطط وبرامج لمواجهة هذا التمدد من ناحية توفير الخدمات
الضرورية لحياة الإنسان ودون أدنى حد من مقومات البنية التحتية التي يجب أن
تتوفر للسكان بحيث تكون حياتهم اليومية مقبولة نوعا ما وهذه مشكلة يعاني منها
سكان الأطراف في مدينة صنعاء مثل بقية المدن اليمنية ولكن مدينة صنعاء تعاني
من مشكلة خاصة بها وهي مشكلة تنازع الاختصاصات بين أمانة العاصمة وم
حافظة صنعاء وكنا نتمنى أن تكون هذه المشكلة في صالح السكان بحيث تتنافس
الجهتان على تقديم الخدمات وتتسابق في توفير ما يمكن توفيره للسكان لكي يحسوا
بقيم الحياة في المدينة إلا أنه للأسف الشديد نجد أن التنافس يتم على من سوف يستلم
الضرائب التي يحرص الجميع على جبايتها من السكان ثم بعد الاستلام يتنصل
الطرفان من تبعية مناطق الأطراف وكل منهم يرمي المسئولية على الآخر.
منطقة شملان السودة ليست بعيدة عن قلب مدينة صنعاء وتعتبر امتداد طبيعي لحي
الجامعة فهي لا تبعد عن جامعة صنعاء بأكثر من ثلاثة كيلو متر ومع ذلك وبمجرد
دخولك حي شملان بكل حاراته تشعر أنك في منطقة ريفية بعيدة عن المشاريع
الخدمية التي يفترض أن تكون موجودة حتى في الأرياف فما بالك بحارة من حارات
المدينة وتزيد معاناة السكان اليومية كلما هطل المطر الذي هو رحمة من الله ولكن
حارات المنطقة تتحول إلى مستنقعات يصعب اجتيازها وتتحول أكوام القمامة إلى
مرتع خصب للحشرات التي تتولى الهجوم بلا هوادة على السكان وعلى ذكر القمامة
فإن القمائم أصبحت عنوان للحارات بحيث أنك تقول لمن يسأل عن منزل أحدهم أنه
يقع إلى الشرق من القمامة الموجودة في الساحة الداخلية وذلك لثبات أكوام القمامة
وقد تعبنا من هذا الأمر حتى تبلد احساسنا وأصبحنا مدمنين على رائحة القمائم ولا
من مجيب.
لقد كنا نتواصل مع مدير عام النظافة ويستجيب لنا بقدر الإمكانيات المتاحة لديه كما
يقول ولكننا فقدنا هذا التواصل في الفترة الأخيرة ويبدوا أنه قد فقد تلفونه وغير
شريحته وكان الله في عونه لأن لسان حاله يقول «ما تفعل المرة البطل في البيت
العطل» ويعلم الله متى سيمتلئ ذلك البيت الذي يبدو أنه يعاني من كثرة الشروخ
والأخزاق.
أذكر أننا شاركنا وبفعالية في انتخابات المجلس المحلي للمنطقة عندما دعينا
للمشاركة فيها قبل عدة سنوات على أمل أن يكون هذا المجلس عونا لنا في مكابدة
مشاكل حياتنا اليومية وحل مشاكلنا الخدمية ولكن وكما هو الحال في جميع
المديريات انتهى الأمر بمجرد الانتخاب وفي سبات عميق حتى الانتخابات القادمة
وهكذا دواليك وكل عام والجميع بخير.
وللحديث بقية
هناك مخطط معتمد لمنطقة شملان السودة تم التلاعب به عدة مرات وتم تعديله بناء
على ضغوط «البنكنوت» وقد قبلنا بالوضع الذي انتهى إليه ذلك المخطط لأنه ليس
بيدنا حيلة وجيوبنا فارغة ومع ذلك تم السطو والسيطرة على ما تبقى منه فالحديقة
الوحيدة التي كانت متنفسا للحارة يقال أنه تم البناء فيها والسوق التجاري الذي كان
يتوسط الحارة تم تحويله إلى فلل سكنية في أيام معدودة وقلوبنا على مخطط
المدرسة الذي تم تأسيس أرضيتها بأساس مدفون تحت الأرض ولم يتم تسويرها
ولم يتم تسديد قيمة الأرض للملاك حتى الآن ونخشى أن يتم البناء فيها بين ليلة
وضحاها وليس هناك ما يمنع أمام الجميع «إذن من طين وإذن من عجين» ولا
يوجد لدينا مسجد في ذلك المخطط ويبدو أن الذي وضع المخطط نسي أن من
سيسكن ذلك الحي هم مسلمون ويحتاجون لوجود مساجد للصلاة والأمر يعتمد على
أهل الخير الذين قل عددهم في هذه الأيام للأسف الشديد.
هناك مدرسة أسمها باسم رئىس اليمن السابق الشهيد أحمد الغشمي هذه المدرسة
كتبت عنها أكثر من مرة فهي تقع في منخفض من الأرض ويعاني الطلاب
والطالبات الأمرين من وجود المياه التي تنتج عن الأمطار ويخوضو بملابس
المدرسة وسط الأوحال للوصول إلى باب المدرسة التي تعمل على ثلاث ورديات
صباحا وبعد الظهر ومحو الأمية ومع ذلك لا نجد من ينقذها برفع منسوب حوشها
ومسح الشوارع المحيطة بها رأفة بالطلاب والمدرسين ولا أدري هل هذا ا

قد يعجبك ايضا