رمضان بين الحقيقة والخيال
# الشيخ رمضان محمد محمد الكيلاني

# الشيخ / رمضان محمد محمد الكيلاني –
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد ,,,
أخي المسلم أختي المسلمة أما آن لنا أن نعيش رمضان الحقيقة ألم يأن للصائمين والصائمات أن يجعلوا لأنفسهم من رمضان منحة الله لهم بأن يخرجوا من رمضان رحماء فيما بينهم يعفو بعضهم عن بعض ليأخذوا الجائزة التي أعدها الله لهم بأن يخرجوا من رمضان وقد عتق الله رقابهم من النار .
ما معنى الحقيقة¿
يعني أن يكون رمضان قولا يريح النفس وعملا يسعد الناس ويسعد الصائم في الدنيا والآخرة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) .
ما هو الخيال ¿
الخيال أن نعيش رمضان صورا وأشكالا فإذا انتهى رمضان كأنه لم يكن , أوضح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحقيقة والخيال) حيث قال عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) , كفانا ما نحن فيه من جعل رمضان عادة تمر علينا كل عام وتنتهي بنهاية أيامها نريد أن نعيش رمضان عبادة.
(يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) , قال تعالى (لعلكم تتقون) بهدف الوصول إلى الله تعالى وتحصيل الأجر العظيم في الدنيا والآخرة , ونحن جعلناه خيالا فاستبدلنا (لعلكم تتقون) بقولنا (لعلكم تنتهون). وليحذر المسلم الصائم والمسلمة من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم محذرا (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش , ورب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والسهر) .
إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يستعدون لاستقبال شهر رمضان بستة أشهر قبل رمضان يعودون أنفسهم فيها على التحلي بكل الفضائل والتخلي عن كل الرذائل ويتخلقون بأخلاقه ويتأدبون بآدابه فإذا جاء رمضان كانوا يودعونه بستة أشهر فكانت السنة كلها رمضان فهل نحن نفعل ذلك¿! كلا وياليتنا نخرج من رمضان بخصلة واحدة من خصال الخير إننا لم نتغير لأن مشوار الألف ميل عندما تريد أن تجتازه لابد أن يكون بالعمل .
أولا : أن تمشي على أرض الواقع الخطوة الأولى إلى الله لنبدأ بالحقيقة نحن نعيش الأماني , قال تعالى (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق…) سورة الحديد الآية (16) .
هيا أخي المسلم وأختي المسلمة فإن قطار الموت لا يترك من الناس أحدا مهما كان شأنه أو مكانته تعالوا واغتنموا الفرصة واركبوا قطار التغيير والعودة إلى الله لتنالوا خيري الدنيا والآخرة .
لما صعد النبي صلوات ربي وسلامه عليه على المنبر قال (آمين آمين آمين) فلما سأل النبي صلى الله عليه وسلم على التأمين أخبرهم أن جبريل في الأولى قال: (خاب وخسر من أدرك رمضان فلم يغفر له فقل آمين فقلت آمين وفي الثانية بر الوالدين وفي الثالثة من ذكر النبي عنده فلم يصلي عليه).
رسالتي إليكم أيها الصائمون والصائمات تأملوا وتدبروا قول الله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) سورة الرعد الآية (11) .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
رئيس بعثة الأزهر الشريف باليمن