الشباب ودوره في إنجاح الحوار الوطني
نبيهة أحمد محضور
نبيهة أحمد محضور –
الأزمة التي أثرت سلبا على كل نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية
والسياسية والنفسية لدى المواطن اليمني الذي هو المتضرر الأول والأخير من جراء
هذه الأزمة حقيقة أن الدعوة إلى الحوار الوطني ليست جديرة فقد دعا إليها مرارا
وتكرارا الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام والرئيس الأسبق
للجمهورية اليمنية منذ بداية هذه الأزمة والتي لو تم العمل بها لجنبت وطننا ويلات
هذا الصراع الدامي وحقنت دماء شبابنا الذين بعثرت دماؤهم على تراب هذا الوطن
لذلك نتمنى أن لا يستخدم هذا الحوار كستار لتمزيق جسد الوطن نريد أن يكون
الحوار من أجل الوطن.. من أجل أمنه واستقراره وسيادته يكون من أجل توثيق
الوحدة وحمايتها.. يكون من أجل المواطن اليمني بشكل عام ليس من أجل فئة أو
تنظيم أو حزب أو أشخاص بحد ذاتهم وهذا لن يكون في ظل مناخات مشتعلة وآراء
متعصبة وأفئدة مقسمة وفي ظل أهداف لا تخدم الوطن ولا ترتقي بالمواطن نحن
بحاجة قبل الدخول في الحوار الوطني إلى تصفية النفوس.. إلى أن نسموا بأهدافنا..
أن نتعالى على جراحنا وآلامنا.. أن نكبر بأفكارنا ونقضي على نزعاتنا الشخصية
حتى نستطيع الوقوف على أرضية صلبة تحتوينا جميعا.. نناقش قضايا الوطن بنية
صادقة لإصلاح ما فسد فيه وأن يضع اليمانيون نصب أعينهم قضية هامة وهي
الوحدة اليمنية واعتبارها خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها لأن قوتنا تكمن من
تماسك أعضائنا.. كذلك يجب أن يكون الدخول إلى هذا الحوار غير مشروط ولا
يزيد من تعقيد الأوضاع بل يجب أن يتصف بالمرونة والشفافية في الطرح واحترام
وتقبل الرأي والرأي الآخر دون إقصاء.. وإشراك الجميع فيه وخاصة فئة الشباب
الذين يمثلون الفئة الكبرى في الوطن والذين بسواعدهم وبأفكارهم وبآرائهم تبنى
الأوطان وتقاس حضارة الشعوب ورقيها بما تحمله رؤوس شبابها من أفكار
وأهداف.. لذلك يجب أن يعي الشباب دورهم الهام في هذه المرحلة وما الذي ينبغي
عليهم القيام به وعلى الشباب أن يدرك إدراكا تاما ما يحدث في وطنه بعيدا عن
التعصب والانقياد والتبعية.. وهنا ألخص بعض التوصيات التي قد تساعد أن يشارك
الشباب بشكل فاعل:
– على الشباب أن يعد نفسه إعدادا كاملا ويرتب أفكاره ليكون مشاركا فاعلا فهل في
هذا الحوار.
– على الشباب أن ينظموا أنفسهم داخل تنظيم خاص بهم يحمل رؤاهم أفكارهم بعيدا
عن الوصاية الحزبية والمناطقية والفئوية.
– أن يحددوا احتياجاتهم ويدرسوا واقعهم دراسة منهجية حتى يعرفوا بماذا يمكن أن
يطالبوا به وما هي الحلول المقترحة لمعالجة قضاياهم بشكل عقلاني ومنطقي.
– إشراك المرأة في هذا الحوار باعتبارها نصف المجتمع وشريكا أساسيا في التنمية
لذلك يجب أن يكون لها حضور فاعل وتمثيل مناسب في هذا الحوار للمطالبة
بحقوقها.
ونتمنى من صناع القرار والقائمين على الحوار الوطني إيجاد آلية واضحة ومناسبة
تكفل وتضمن إشراك جميع فئات المجتمع والشباب في كل مكان في الحوار
الوطني هذا إذا كنا نحلم بدولة مدنية حديثة يسودها النظام والقانون والمساواة
والعدالة الاجتماعية..