الحرس والأمن .. وقفة للمراجعة¿!

جمال الظاهري


جمال الظاهري –
جمال الظاهري
ما دمت تعمل وتنجح ويسطع نجمك فإنك لن تسلم من الذين ينشرون الحرب ويمرضون من نجاحك واعلم أنك لو لم تكن تفوقهم لما تعرضت لنقدهم الآثم فلا تتوقف ولا تتعثر بنقدهم لأن إرضاء الناس غاية لا تدرك.
(الظلم ظلمات يوم القيامة) »حديث شريف« عبارة أو جزء من حديث طالما سمعتها أتذكرها اليوم وأنا أشاهد وأسمع ذلك السيل الذي لا يتوقف من التهم والشتائم والتخوين والتحقير الذي يتعرض له أبناؤنا وإخواننا وآباؤنا من منتسبي الحرس الجمهوري والأمن المركزي من الجهاز الإعلامي الذي تديره ماكينة الإصلاح الدعائية وبعض اجهزة الدولة الرسمية التي لا تخجل ولا يرمش لها طرف ولا تنكسر لها عين أمام تلك المجازر الشنيعة التي تعرض لها منتسبو هاتين الوحدتين العسكرية والأمنية التي تقارع عتاولة الاجرام والقتل اليوم تجازى بـ(جزاء سنمار) وهي التي لم يبخل منتسبوها في تقديم أرواحهم فداء لهذا الوطن تربة وشعبا.
هذا الكلام ليس تجنيا أو استغفالا لأحد وما تأخري في طرح هذه القضية إلا تأنيا وحرصا كي لا أظلم أحدا ومن خلال متابعتي لما تبثه قناة «سهيل الفضائية» وما تنشره مطبوعات الإصلاح وما يروج له أعضاؤه عقب كل حادث أليم يتعرضون له في أماكن تواجدهم ( نقاط – مواقع – معسكرات) وصولا للجرائم المقززة التي نفذت في حقهم في أبين وأزهقت أرواح العشرات من منتسبي الأمن المركزي وما تعرض له أفراد الحرس الجمهوري من غدر في المكلا وصولا إلى الفاجعة الأليمة التي هزت أفئدة كل أسرة يمنية تلك المصيبة التي حدثت لأبنائنا من منتسبي الأمن المركزي الذين كانوا يؤدون بروفات الاحتفال بعيد الوحدة في ميدان السبعين.
وبعد محاولاتي العديدة لفهم المنطق الذي تصدح به هذه الماكينة الإعلامية ومن يلف لفها في تزييف الوعي بصورة أقل ما يقال عنها أنها فجة ولا تراعي مشاعر أهالي الضحايا, وتستخف بعقول أبناء اليمن حين تشكك وتزيف الوقائع ودوافع المنفذين والمستفيدين من هذه الجرائم بالتصريح أحيانا وبالغمز أحيانا أخرى وتقول بأن اصحاب المصلحة من ورائها هم قادة هذه الوحدات وبعض منتسبيها إنني لم أجد لذلك غير أحد أمرين إما أن يكون هؤلاء النفر أصحاب ثأر يطلبونه من كل يمني وأنهم أناس يعشقون سفك الدماء وتطرب مسامعهم لسماع دوي الانفجارات التي كلما كان ضحاياها أكثر كانت سعادتهم أعظم.
والاحتمال الثاني وهو لدي الأرجح وهذا الاحتمال يقول إن هؤلاء القوم إذا خاصموا فجروا وأنه قد أعماهم الحقد والغيض عن التمييز بين الجائز وما لا يجوز وأن حلم وتغاضي وترفع من يتهمونهم ويؤطرونهم في خانة الخصوم قد أعمى بصائرهم قبل أبصارهم وأنه كلما زاد الحلم بهم زاد حنقهم وغيظهم لöم لا وهم كلما سعروا للحرب في حملاتهم على الشرفاء من أبناء هذا الوطن وفي مقدمتهم أبناء الحرس الجمهوري والأمن المركزي والنجدة قوبلوا بالعفو وغض الطرف والإعراض عن سفه القول وبذيء الكلام ترفعا لا جبنا ولا هروبا من المواجهة وإنما هو حلم المقتدر الحريص على أمن وسلامة شعبه ووطنه والمقدر للعواقب الجسيمة التي سيدفعها المواطن البريء.
ولأنهم منشغلون بما هو أكبر يدركون أن قضيتهم أكبر من الإنجرار إلى تلك المهاترات لأن قضيتهم قضية وطن وشعب ومستقبل ويقينهم أن هؤلاء يريدون إلهاءهم بالأقل أهمية عن الأهم مجسدين بهذا الموقف وهذا العطاء صورة تلك النخلة سامقة الطول التي كلما قذفوها بحجر ردت عليهم باطيب الثمر فهم البحر في عطائه لا يعيقه مركب ولا قارب اعتلى موجه ولا يعكر صفوه ما يلقى فيه من القذارات ولا يوقف عطاءه جحود أو نكران.
يقول الرئيس الأمريكي »أبراهام لينكولن« : »أنا لا أقرأ رسائل الشتم التي توجه إلي ولا أفتح مظروفها فضلا عن الرد عليها لأنني لو اشتغلت بها لما قدمت شيئا لشعبي« وقبله قال »يزيد بن حبيب« : »إنما كان غضبي في نعلي فإذا سمعت ما أكره أخذتها ومضيت« فهؤلاء الفدائيون وحتى يومنا هذا لم يعيروا ما يقال فيهم وما يتعرضون له بالا ليس لأنهم عديمو الغيرة أو جبناء لكن لأن المهام التي أمامهم أهم وأقدم من تلك الحماقات ولأنهم يقدرون الأمور بشكل صحيح ويؤمنون إيمانا راسخا بأن ما ينفع الناس باق وأما الزبد فيذهب جفاء ولأنهم يؤمنون بطهارة تربة هذا الوطن ونقاء وفطنة هذا الشعب الذي لا بد أنه أدرك صديقه وميز عدوه.
هاتان الوحدتان ورغم محاولات أولئك للانتقاص من قدرهما ودورهما الوطني قد اختارتا اقصر وأسلم الطرق للرد عليهم فهاهما اليوم ورغم ما يكال لهما يرميان بكل تفاهاتهم وراء ظهورهما ولا يعيرانها أهمية ولا يتوقفان عند كل كلمة أو شتيمة أو تهكم لفظي أو فعلي وكلما زاد التخوين لهما والتشكيك في ولائهما زاد بذلهما وتضحياتهما في الميدان وفي مقارعة أعداء اليمن وأعداء الحياة من القت

قد يعجبك ايضا