على طاولة وزير الداخلية

حمدي دوبلة


حمدي دوبلة –

متهم في قضية جسيمة قدمته النيابة العامة وإدارة أمن المديرية إلى المحكمة باعتبارة فارا من وجه العدالة كما تعمدت فعل ذلك مرارا وإذا به يظهر في قاعة المحكمة حرا طليقا وتحت حراسة من جنود الأمن.
هذه الواقعة ليست من قصص الروايات الخيالية ولاهي قادمة من بلاد بعيدة حتى تقدمها الصحف كخبر طريف يجذب انتباه القراء ولكنها حقيقية ومن يوميات محكمة الخوخة الابتدائية بمحافظة الحديدة والتي وجدت نفسها قبل أيام أمام هذا المشهد المضحك المبكي.
هذا والمتهم المستقوي بأمواله الطائلة غادر المحكمة بالطبع دون الاكتراث لأحد بل وصل به التبجح إلى درجة »يخزن القات« مع مسئولي الأمن في المديرية وأمام أعين الناس مع انه حوكم في عدد كبير من القضايا الجسيمة بصفته فارا من وجه العدالة.. أما في قضيته هذه فقد وصلت به الجرأة إلى الوصول إلى قاعة المحكمة ليعلن تحديه للقانون وليعلن كذلك وأد أي أمل بدولة قادمة تحترم هذا القانون المظلوم والمفترى عليه.. ولم يكن أمام المجني عليهما اللذين نجيا بأعجوبة قبل أشهر بعد أن تلقت أجسامهما عشرات من الاعيرة النارية من بندقية هذا الرجل المتعجرف سوى البحث عن قنوات توصلهما إلى وزارة الداخلية والنيابة العامة وحتى عن وسائل إعلام لبث شكواهما علها تصل إلى أسماع مسئولي جهات الضبط ممن يتغنون ليلا ونهارا بتحقيق الأمل المنشود في إقامة دولة الحرية والعدالة والمساواة وغير ذلك من مفردات المدنية الموعودة.
ربما يكون المجني عليهما قاسم محمد ومحمد نصر وهما من أهالي مديرية الخوخة ممن نالا نصيبا من بطش المال وجبروته ووهن المسئولين وضعفهم أمام بريقه ربما يكونان محظوظين بوصول مظلمتهما إلى الإعلام عسى أن تصل عبر الإعلام إلى أذان المعنيين فهناك كما يعلم الجميع عشرات ومئات من المظاليم الذين لا ناصر لهم إلا الله وحده وبالتالي لا يجدون أمامهم إلا الاستسلام في انتظار عقوبة الجبار التي لاشك ستنال الظالمين والمتواطئين معهم أينما كانوا ولو بعد حين.
هذه القضية بدورنا نطرحها بآلام صارخة وأمان عريضة على طاولة وزير الداخلية عله يعيد بعضا من الآمال المهاجرة عساه أن يطمئن النفوس المفزوعة ويزرع بصيصا من الأمل بإمكانية الانتصار للقانون للعدالة وانتزاع الحق من بين مخالب تلك العناصر التي أدمنت المتاجرة بدماء وأعراض الناس في وضح النهار دون رادع من خير أو زاجر من قانون.. مالم فلن يكون أمامنا إلى إعلان انضمامنا إلى قائمة المنتظرين لانتقام وبطش الخالق العظيم الذي يقول في الحديث القدسي »اشتد غضبي على من يظلم من ليس له نصيرا غيري« وهنا الغضب الالهي لا شك وأنه آت لامحالة ولن يكون بمقدور أحد الفرار من ويلاته صغيرا كان أو كبيرا..
مجرد تذكير وتنبيه نضعه بين يدي وزير الداخلية وأجهزته المعنية بالذود عن حقوق الناس وحماية أمنهم وسلامتهم ولعل الذكرى تنفع المؤمنين.

قد يعجبك ايضا