وداعا….. يا حبوب

د.صلاح العنسي*

 - مرثية  إلى  عاشق الكلمة وأستاذ الأدب والشعر, تقطر الحروف دمعا وتئن المعاني حزنا وتنوح القوافي, حين تنعي صانع الكلمات وعبقري المعاني, الأخ والصديق الاستاذ الشاعر الأديب والاريب سعادة السفير المغفور له بإذن الله / سيد أحمد الحردلو " ابن ناوا "
د.صلاح العنسي* –
مرثية إلى عاشق الكلمة وأستاذ الأدب والشعر, تقطر الحروف دمعا وتئن المعاني حزنا وتنوح القوافي, حين تنعي صانع الكلمات وعبقري المعاني, الأخ والصديق الاستاذ الشاعر الأديب والاريب سعادة السفير المغفور له بإذن الله / سيد أحمد الحردلو ” ابن ناوا “
يا عاشق النهرين من أين يبدأ نهر الحديث عنك
يازول ( ياسوماني ) وياحردلو الدوياى

ابتداء من حضر موت التي عملت بها استاذا وكنت تنحت بالحروف والكلمات والاشعار محبة السودان في عقول طلابها وفي فصولها ومعاهدها وامتد عطاؤك في مناظراتك الشعرية مع شعراء حضرموت بربوعها ووديانها وشواطئها زاملت فيها رفاق الحرف في المكلا وفي سيئون ورقصت معهم رقصة الرزفة اليمانية والعرضة السودانية .وظلت رفقتك السومانية ممتدة في قاهرة المعز زمالة هي الالف للمتألقين والابداع للمبدعين رافقت فيها ساسة اليمن ومثقفيها ورواد مستقبلها تحلمون معا بمستقبل واعد لشعبكم وأمتكم وأنت تقول لهم:
وكل عام والمحبة التي تجمعنا … تبقى ولا تهون
انتم على الخرطوم ( سودانية )
ونحن في صنعاء يمانيون
وبيننا البحر الذي يربطنا
وبيننا الود الذي يصون
ان دق في صنعاء قلب عاشق
هفت له الخرطوم مشتاقون
فالحمد لله فإنا فيكمو
وأنتم فينا تفكرون
ظل اليمن هاجسا في وجدانك يسوقك سوقا حتى صرت بها سفيرا ورحت تنشر العطر في اجوائها وتزرع الحب في وجدان اليمنيين من خلال لقائه بإخوانه في الطيف اليماني بكل مكوناته ويتغنى بعشق السودان واليمن وراح يصوغ سيمفونية رائعة في التناغم الثقافي والفكري والاجتماعي بين الشعبين اليمني والسوداني .
وهكـذا كـان رحمة الله يصوغ فنا من فنون الدبلوماسية الحديثة نبيلة المقصد وراقية الهدف دبلوماسية تتجاوز في امتدادها وتأصيلها الفكري والعلمي ما يحذقه البعض من الدبلوماسيين من فهم قاصر للعلاقات بين الشعوب وجل فهمهم هو التعامل الضيق معها من خلال النصوص الجامدة في سطور الأوراق والملفات تجاوزهم هذا المتألق .
والسودان بهذه الدبلوماسية الرائعة الاداء التي أجاد تمثيلها سعادة السفير المرحوم / سيد أحمد الحردلو صار في فهم اليمانيين جزءا من طيبوغراقية اليمن ووجدانه السياسي .
واستطاع بهذا الاداء الفذ في لقائه بالقيادة اليمنية ان يحصل على اعفاء لكل السودانيين المقيمين في صنعاء من تكاليف الاقامة واستعاد من هذه اللقاء 40 الف سوداني مقيم آنذاك حتى سميت اقامتهم آنذاك وكما يقول صديقي الاستاذ / عبدالعظيم صالح ( بإقامة الحردلو ) فأي قامة فقدنا .
وهنا في الخرطوم ظل هو الحردلو زميل الدرب ورفيق الحرف ومخفف الكرب فقد كانت كلماته نسيم عليل يخفف من حرارة الخرطوم وسؤاله الدائم عن أهله في اليمن كانت بالنسبة لي بلسم دواء تلغى الصعاب وتخفف المصاعب وهل يقابل الحب إلا بالحب والوفاء إلا بالوفاء .
وفي لقائنا الثاني في الخرطوم كان إلى جواري احدثه وانصرف للكتابة حينا آخر تقبل الامر مني على مضض وسألني بعد حين بنزق المتلهف للمعرفة ماذا تكتب وهو لا يعرف أني اتعاطى الشعر وترددت في الاجابة وكيف لا أتردد وانا الهاوي أمام أستاذ الشعر .
ولكني كنت أعلم بأنه ليس هناك ما يسعد الشاعر أكثر من حرف ينبئ عن مشاعر وكلمة تبوح بمكنون وقافية تطرب وجدانه .
وعندما لاحظ أحد الإخوة ترددي أفاد الحردلو باني عندما انصرف عنهم فاني أكتب الشعر وهنا أقسم الحردلو إلا أن أسمعه ما كتبت.
فقلت له استاذي ان لكل بلدان العالم صفة إلا السودان فاليمن مثلا تسمى اليمن السعيد والعراق بلاد النهرين ومصر هبة النيل فلماذا لا يكون للسودان صفة ….. ¿ وقصديتي هي صفة للسودان وهي بعنوان (السودان هبة الله) سمع باهتمام وفي ختامها.
السودان يا حبوب
يابو جلابية وثوب
سألني هل تعلم كاتب أغنية بلدي يا حبوب أجبته استاذي لا أعلم قائلها لكن سمعتها من وردي منذ زمن طويل وظلت ترافقني قال …. كاتبها القاعد جنبك ومامعقول ما بتعرف منو وضحك عندما رآني اتصبب عرقا خجلا منه .
وقال لي دعك من هذا
وانا افتكر نفسي شاعر السودان وأكتب الشعر منذ خمسين عاما ما فكرت لا أنا ولا أحد من شعراء السودان فكر بان نعطي للسودان صفة زي دي ( السودان هبه الله ) وجيت انت من اليمن تسبقنا في السودان بهذه الصفة حقو تكون في كل الملصقات عن السودان ( السودان هبة الله ) لكن ما غريب عن اهل الي

قد يعجبك ايضا