عفوا الجائزة أم الرشاقة أناقتي¿!

محفوظ عبدالله حزام

محفوظ عبدالله حزام –
هناك كلمات لاتفهم إلا من قرأها وهو مبتسم وهكذا هي الحياة والحقيقة أن أكبر إنجاز في الحياة هو أن نحافظ على بسمتنا وإن كنا نبكي لكم يحزنك جدا أن ترى خلف الكواليس من يبكي لأنه لن ينال جائزة ما ويبكيك أكثر أن ترى الالتباس في ثقافة الإنجازات ولذا يجب القول: بأن الإنجاز كبر أو صغر يظل هو بداية طريق وما تلاه من إنجاز هو أيضا بداية طريق وهكذا ليس هناك ذروة لأي إنجاز في الأرض أعتقد أن كل إنجاز هو بداية اكتشاف لطريق آخر وفضاء جديد نواميس الإنجازات هي كذلك تلكم هي ثقافة الإنجاز وذلك هو ثقافة الناضجين حقا تعالوا معي اليوم ولاحظوا الفائزين بأي جائزة ما في أي مجال من المجالات كيف يصبح حالهم وأعتقد أن الجميع قد لاحظ ذلك لكن لا عبرة فما إن تدور الدائرة يصاب الكثير بما أصيب به من كانوا من قبل طبعا المبتسم المسترخي فهم ما أقصد ومادونه لم يفهم ما أشير إليه لكني مضطر للتوضيح ليس إلا على أمل أن نتخلص من رواسب لن تبنى قط من يقرأ المحيط مليا ويتأمل في مشهده سواء كان ثقافيا أو سياسيا أو علميا… إلخ له أن يقف لحظة مع شخصيات ما قبل تقديمهم للمسابقة في إنجاز ما وما بعد الفوز حاول أن تقترب منهم ومن لايرغب أن يقترب سيشتم رائحة الانتفاخ في كل شيء ما بعد الإعلان بالفوز فورا ولمجرد ما تنطوي الأيام إلى الأمام إلا وصاحب الجائزة يزداد في ذلك حتى أن البعض يصاب بانتفاخ أبدي في منطقة الكرش والبعض يتحول كالبالون بل يفقد كل البساطة في نظراته وجلوسه وقيامه ولبسه حتى في صوته.. تخيلوا.. عجيب!!
لماذا كهذا الإنسان يخترقه كل ما لا يحمد طبعا عيب أن نرمي كل شيء على إبليس ككائن خارجي لما لايكون ابن آدم هو ذاته..¿ رجاء لا يجوز رمي عيوبنا الذاتية على الآخرين ولا ننسى أن إبليس يوما زكاه الله وصعده السماء مقابل صلاحه.. يعنى ليس كل الأباليس أباليس صرف ولا كل إنسان إنسان صرف فلنتق الله في ظلم الآخرين نحن البشر فقط من اختلطت عندنا المفاهيم.. أما إخواننا المخلوقات الأخرى فلم يختلط عندهم كل شيء واضح ويمشي كما حركة الظل والنور كفانا غراء.. وعبثية والآن سأنادي نداء على سبيل الهمس.. ليس إلا..
أيها الفائز في جائزة ما أو يا أيها المشهور في مجال ما عفوا لا تخدع فلم تمسك بالنهاية بعد ولن تمسك ستظل في أول الطريق وإن بلغت أعلى برج في العالم بل حتى وإن لامست الغيوم أو السماء مجازا ولن تبلغ ذلك المبلغ قط لأن الأمور »عاد هي عوافي« كما يقال باللهجة العامية لكن للذكرى فقط فمن أحبك ذكرك.
والنصيحة الأوضح لمن يرى في نفسه ذلك الضعف البشري عليه أن لا يقدم لأي جائزة ما فالجائزة وأن كانت بعضها محسومة سلفا لسبب اجتماعي أو مصيري أو سياسي واحيانا اقتصادي أو مزاجي وبغض الطرف الجائزة ليست قولا سماويا ولن تكون دليلا على الجودة وإنما هي مجرد قرار لمجموعة آراء تضعها ثقافة معينة النسبة العالية منها خاضعة للهوى وما أدراك ما الهوى..!
وعموما جميل أن ترى البسمة والفرحة في كل من تعب أو اجتهد في طريقه أو قدم إنجازا وحظي بنجاح أو بجائزة ما ومكانة ما وبغض النظر عن أي تحليل.. لكن الأجمل أن تفهم أن كهذه الجائزة وهذه النتيجة لها غاية واحدة هو الالتزام بما هو أكمل وغاية الكمال أن تكون حقيقة البساطة والإنسانية مسكونة فينا وإلا فنحن سنبقى شوكة حادة متطفلة تضايق الورود دوما يعني وجودنا عبث¿!
لكم يحتاج الإنسان إلى جرعات عالية من ثقافة معرفة الذات والتأمل الكبير في الخطوات ومحاولة الالتزام بدائرة البارعين حقا في حقيقة الوجود وإلى أن نلتقي ستبقى الجائزة في بدايتها خيارا غير قدسي ونهايتها مسؤلية كبيرة وأنا الآن أسأل ماذا لو لم يكن فيها البند المادي هل سيقدم أحد إليها¿ إلا يكفي هذا! وأقول لمن يتألمون لأنهم كانوا يعتقدون أنهم أحق وأجدر بجائزة ما: لقد حرمتم الجائزة أو الشهرة ربما لسبب أرضي لكن الأكيد بأن السماء قد منحتكم نعمة الرشاقة بعمومها.

قد يعجبك ايضا