استقلال ثورات الربيع العربي!¿

عامر محمد الفائق

 - ما علاقة الاستقلال بثورات الربيع العربي.. الاستقلال كلمة تبدو للوهلة الأولى غريبة على اللغة العربية ومصطلحاتها المتداولة .. حتى أن الفرد عندما يتأمل في استخداماتها يجد أن هذه الكلمة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالسياسة بين الدول وحال الدول وأنظمتها وترتيبها
عامر محمد الفائق –
ما علاقة الاستقلال بثورات الربيع العربي.. الاستقلال كلمة تبدو للوهلة الأولى غريبة على اللغة العربية ومصطلحاتها المتداولة .. حتى أن الفرد عندما يتأمل في استخداماتها يجد أن هذه الكلمة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالسياسة بين الدول وحال الدول وأنظمتها وترتيبها ..
فعند اتباع اسم دولة ما ووصفها بأنها دولة مستقلة فإنه يتبادر الى الذهن بسرعة أن هذه القطعة من الأرض والسكان محاطة بسور يحدد نطاق أرض الدولة بذلك السور .. كما أن الاستقلال في عصرنا الحديث ارتبط ارتباطا وثيقا بحال الدول بعد أحداث وتجارب ومؤتمرات .. وعلى سبيل المثال فقد نلحق أو نقوم بكناية دولة بأنها دولة مستقلة نتاج حدوث حرب بين دولتي أو مجموعة دول أخرى والمقصود هنا أن دولة كانت محتلة ونتج عن حدث الحرب أن تمكنت هذه الدولة من نيل سيادتها وسيطرتها على أرضيها وإصبحت حائزة على قرارها بنفسها واستقلت عن المحتل الاجنبي .. فيكون تاريخ التخلص من هذا المحتل هو يوم وطني في الدولة التي نالت هذا الإنجاز واستطاعت التحكم بسيادتها وبالتالي أصبحت دولة مستقلة.. وقد نطلق صفة استقلال على حصول دولة أو أكثر ونيلها استقلالها بعد تجربة توحد فشلت وبالتالي فإن الدول التي تنتج عن فشل هذه التجربة تكون دول مستقلة ذات سيادة على اراضيها وشعبها .. كما أنه بالامكان إطلاق صفة الاستقلال على الدول التي تتوحد عدد من أجزاء هذه الدول أو يحصل اتحاد لمجموع عددي كلي منها تحت راية دولة واحدة ناتجة عن مؤتمر أو فعالية فتنتج دولة موحدة مستقلة..
الحديث عن الاستقلال حديث طويل .. لكن في الواقع السياسي ومع تطور العلوم وتكنولوجيا الاتصال وانتشار الشركات عابرة للقارات والتداخل الاقتصادي والذي يأتي التبادل التجاري واسعا وضيق النطاق من أهم الروابط بين دول العالم .. نستطع أن نؤكد بما لايدع مجال للشك أن كلمة الاستقلال ووصم دولة بأنها مستقلة لم يعد يعني الكثير.. فالعالم أصبح قرية صغيرة وأن استقلال الدول لم يعد إلا في مراجع الكتب والخرائط وتنظيرات رجال السياسة الذين يحاولون صبغ الدولة بهذه الصفة..!¿
وتظهر استحالة استقلالية الدول بشكل جلي في البلدان العربية خاصة.. لكنها بنفس الوقت تفضح الساسة القائمين على رأس هذه الدول وتصبغهم بفكر غير واقعي تسايره الشعوب العربية بالقبول الوقتي والذي ينتج عنه التغيير وما يطلق عليه الثورات من مثل ثورات القرن الثامن عشر وعقود القرن العشرين والأحداث الأخيرة في أوطاننا العربية والتي أطلق عليها ثورات الربيع العربي,,!¿
والمتأمل لكل الأحداث في العقود السابقة وعقدنا الحالي وتعبيرات الشعوب العربية خصوصا, يستطيع أن يخرج بنتيجة أن كل جيل من الأجيال الثورية السابقة والأخيرة يكون همه الوحيد بعد التزام الصمت في رفض لسياسات قادة هذه الدول يكون همه الوحيد استبدال الساسة والإتيان بغيرهم بحيث تجعل هذه الشعوب النخبا لتي تختارها حقل تجارب لنماذج داخلية عربية وتكوينات سياسية أو دينية تدفع بها الشعوب عنوه لتجربها فقط والمقصود بالتجربة هنا هو انها أي الشعوب تخرج بعد كبت طويل بقرارات استبدالية لأقنعة مثالية وشعارات تشابه ما يرفع في الغرب لكنها ومع الأسف تخفي نفس ملامح الوجوه السابقة,,!¿
تستطيع أن تقول أن الاستقلال الذي تنشده هذه الثورات ليس سوى قفز على الواقع وإعماء للعيون والأبصار تعودت هذه الشعوب أن تكرر إجراءه لذاتها(الصغرى).. فتستهلك نفسها وتجعل أبناءها أكثر عبئا على من حولهم في هذا العالم,,!¿
والحقيقة أننا إذا ما أردنا استقلالنا بشكل متحضر .. واقصد هنا الاستقلال الذي توصف به دول وشعوب الغرب .. فإنه ينبغي على شعوب المنطقة أن تعرف أن استقلال هذه الشعوب كائن بنجاحها الكامن في قوة ترابطها وتداخل اقتصادياتها.. ويعني ذلك أن التكامل هو الذي يصنع لشعوب هذه الدول الشعور بالاستقلال..¿!
ولو رجعنا ونظرنا الى كيف ماكانت عليه قبائل المنطقة العربية ماقبل الاسلام وكيف اصبحت بعد تأسيس دولة المدينة وبعدها دولة الاسلام في عهد الخلفاء الراشدين يمكننا التفريق بين مصطلح التشرذم الذي كان يعيشه سكان المنطقة والتعاون والترابط الذي صار عليه واصبحت فيه مناطق وإمارات الاسلام في ما بعد .. حيث كان ملخص استقلال دولة الاسلام التكامل بين الأفراد ثم الأسر ثم القبائل ثم المدن وحتى بين دولة الاسلام والدول المحيطة بها آنذاك..¿!
واذا لم (تع) الشعوب العربية الأمر فأنها ستظل تدور في نفس الدائرة وستستمر عقودا وقرونا قادمة تكرر نفس التجارب والخطأ ..

قد يعجبك ايضا