من وجوه الاستبداد.. عندما جلöد طارق بن زياد



{ فساد الأنظمة العربية قديم قدم التاريخ العربي منذ عصر البداوة الأولى أي قبل الإسلام إلى خلافة بني أمية في الشام فالعباسيون في بغداد وصولا إلى دولة الخلافة في الأندلس كلها قامت على باطل لم يكن لها أسس متينة فقد انهارت تلك الممالك بسبب الصراعات المذهبية بين أرباب السلطة وبين ملوك الطوائف كما حدث في الأندلس والتنافس غير الشريف بين أبناء الجلدة الواحدة حول السلطة وكرسي الحكم بما له من أهمية واستخدامه بكل الطرق بما فيها الاستبداد كل ذلك أدى في النهاية نهاية المطاف إلى سقوط الكثير من الدويلات التي خرجت من معطف دولة الخلافة المركزية أدت في نهاية المطاف والمسافة كانت تلك المقولة المؤلمة التي أسكتت قول كل خطيب : ابكö أبي عبدالله ملكا ضائعا لم تحافظ عليه كالرجال سقطت الأندلس من جديد بيد الإسبان وكان الاندثار العربي من الفردوس المفقود الدسائس والمؤامرات والخيانة خلقت خلافات بين موسى بن نصير وطارق بن زياد أيضا وصلت الخلافات وحدتها بين موسى والخليفة الأموي في الشام.
تقول كتب التاريخ إن موسى بن نصير القائد العام لشمال أفريقيا راح يشعر بالغيرة من عامله طارق بن زياد خصوصا عندما اتسع الفتح في الأندلس وأصدر إليه أمرا بالتوقف لم يمتثل طارق لأنه وجد الساحات مهيأة لخططه وقد دعاه موسى يؤنبه على عصيان أمره ومضى في تأنيبه إلى درجة جلده أمام الجيش أو الجند بالسياط.
اختفى بعدها المقاتل البربري والقائد الأسطوري في النسيان مهرولا مقهورا.
صاحب المقولة الشهيرة : البحر خلفكم والعدو أمامكم الفاتح العظيم لإسبانيا يجلد بالسياط أمام جنوده وقياداته وكثيرة هي وقائع التاريخ العربي الخطأ فيها أكثر من الصواب والحاصل – حسب تعبير هيكل – أن الحزن مش مع الفرح خطوة خطوة في قصة الأندلس منذ كانت البداية وحتى جاءت النهاية بعد سبعة قرون من الزمن.
بنفس المنطق فإن الخليفة الأموي في دمشق غار من الثروة التي جمعها قائد المهام في شمال أفريقيا موسى بن نصير فدعاه إلى عاصمة الملك يحاسبه واتهمه بإخفاء جزء من الغنائم لنفسه ثم أمر باحتجازه وتحول فاتح أفريقيا إلى أسير في سجون سيده الأموي (1) وقد حدث مثل ذلك الكثير فقد أصبح القائد الفاتح سجينا أو فارا مشردا.
قراءة التاريخ العربي الإسلامي من جديد وبصورة محايدة وعصرية ضرورية ضرورية لتصحيح الأخطاء.

-1 كلام في السياسة قضايا ورجال : محمد حسنين هيكل.

قد يعجبك ايضا