ثمن السكوت!!

عبد الرحمن بجاش


عبد الرحمن بجاش –
{ … وقال صديقي العزيز في رسالته : نحن بحاجة إلى إدارة اقتصادية لنخرج من هذا النفق الذي ليس له نهاية أنا أحلم بأن تكون قطمة الرز أو السكر (10) كيلو لأنني أدفع قيمة العشرة وقس ذلك على دبة الغاز والبترول وهكذا بالله احسبها عندما تحمل الباخرة (50) ألف طن كم هي قطم وأكياس وكم كيلو وسعره لا أريد أن أتجنى لكن أسأل الحكومة¿!
وفي رسالة أخرى : أزيدك من الشعر بيتا أكثر من (15) حاوية صودا لاستخدام «الشمة» وهي مواد مسرطنة وتمارس ضغوط على مدير المواصفات لإخراجها بدعوى أنه سبق إدخال مثلها نحن نعرف أكثر من هذا لكنني قلت إن مزاوجة السلطة والمال هي التي تعمل هذا وأكثر.
لقد تعودنا السكوت وصارت مفردات مثل : «وانا مالي» «المهم حقي وفي ستين أبو داهية البلد» «ماذا نفعل هي حقهم» «يا رجال سكه لك» «بلاش وجع دماغ» مفردات صارت تشكل وعيا عاما ثم ثقافة عامة فيما الفساد يعم الأرض والبحر والسماء وانظر نمر في الشارع ترى أحدهم يرمي بمخلفاته الشخصية من على السيارة فلا نشير حتى برؤوسنا احتجاجا نخرب في المال العام فيكون أشطرنا قد هز رأسه «هو حر» يسرق حقنا فنؤدي لمن سرقه ألف تحية بل نهاب السارق ونخافه!! بل نصفه تبعا للثقافة التي ورثناها بـ «أحمر عين» وفي المقيل نظل نتغنى بسيارة فلان وسفريات علان وآخر فيلا بناها والعمارة التي اشتراها ولا نسأل : من أين له هذا¿! وإذا سأل أحدهم كشر الآخرون تجاهه : «الحسد يمنع المطر».
تعودنا على السكوت وإذا فتحنا أفواهنا فننفجر بالغلط!! ولأن القانون مغيب تحت حوافر الذين يحرثون الشوارع بسياراتهم ومرافقيهم فنمسك المسكين «إذا سرق ضعيفهم…» وإذا نظرت إلى «هيئة الفساد» – كما يسميها الناس – يخيل إليك أنك في سنغافورة فلا قضية واحدة قد رفعت وتمت محاكمة فاسديها علنا!! بل قل أمام القضاء يخيل إليك أن لا فساد ولا يفسدون فقط الأمر مجرد دعايات مغرضة وفعل «حاقدين» والمواطن سلبي كنخبه التي ابتلى الله بها البلاد فتجد رموزها في دواوين فساد «يقفقفون» عيونهم إعجابا بما حققه فلان من فساده على كل الأصعدة وفي الورش والندوات تسمع الخطابات العصماء التي تندد بالفساد وأهله.
أيها الناس نحن منú يصنع الفساد والفاسدين وكذلك الطغاة بسكوتنا غير القانوني بهز رؤوسنا لكل منú يستغلنا ويأخذ حقنا نرى الغلط فلا نقول غلط بما لدينا من أدلة!! وحتى لا نخلط هناك أمور كالمشكلة المرورية لا تحتاج إلى دليل والدليل مطلوب لكي لا نجرف البريء في الطريق نريد أن نكون مواطنين نعرف الحق والواجب وندرك أن هذا الوطن للجميع وليس للفاسدين وحدهم نريد أن نكون مثل صديقي فالسكوت حملنا كل ما نراه ونلمسه السكوت هذا ثمنه الذي نتجرعه اليوم… هل ندرك¿¿

قد يعجبك ايضا