مساءات محمومة
عبدالمجيد التركي
عبدالمجيد التركي –
كل شيء معكö يكتسي طابعا أنيقا
الهواء الذي كنا نتنفسه معا
في تلك المساحة الصغيرة
كان له طعم مختلف..
لأول مرة
أشعر أن بإمكان الرئة أن تثمل بالهواء !!
ها أنا أتهجاكö في كلö كتاب أقرأه
ولا أرى إلا حروف اسمكö بارزة
بين كلö السطور.
أحقن دمي بحديثكö
كما يفعل المدمنون..
ثم أضع رأسي على المخدة
باستسلام صوفي مبتدئ
لرعشات التجلöي.
كان المذيع يقرأ نشرة الأخبار
أخطأ كثيرا
واعتذر للإخوة المشاهدين بتلكؤ أكثر..
هل أربكناه إلى هذا الحد !!
أفتقدك ..
لكنني بدونك أجمل
قلت هذا لنفسي كثيرا
لأقنعها بالنسيان..
أفتقدك..
لكنني لن أتوسلكö أن تعودي
فاليوم الذي قضيناه بعيدين عنا
كان فرصة مناسبة
لنكافئ تواصلنا الممل بالغياب..
لم يحدث شيء..
اعتقدت أن الشمس
لن تشرق
وأن الأطفال
لن يذهبوا إلى المدرسة
وأن الصحيفة
الرسمية لن تصدر..
اعتقدت أن ظواهر كونية ستحدث
لو غبتö عني ليوم واحد
ها هو اليوم انقضى بهدوء
ولم يحدث شيء.
يا لهذه المساءات المحمومة
كل شيء يقابل نقيضه بالترحاب..
الحمى أصبحت متصالحة مع الماء
والبكتيريا
تحن على الجراح أكثر من الدواء !!
الميت فقط
لا أحد يقول له:
على شان سواد عيونك
لأنه دخل مرحلة البياض.