قصة للنشء
–
ما يراه القمر
سحر صقران
غطس القمر الكامل في وسادة من الغيم والسحب وكانت بالأسفل منه فتاة تشرف على حديقة منزلها وبين يديها وعاء حساء قد أعöد طعام عشاء لها وبينما كانت الفتاة تتناول حساءها تحتسيه مرة وتنظر فيه مرة ظهرت كرة تلعب بداخله تهتز بقوة حاولت أن تمسك بها ولكن عبثا تعبث الفتاة بحسائها واتسخ بعد غمسهöما إصبعاها ولا تزال الكرة تدور في الطبقö على هواها يمنة ويسرة أسفل وأعلى في كلö اتجاه بلا هوادة وضعت فتاتنا طبقها على الأرض وجلست مصرة لطبيعتها كطفلة وعمدت تتربص بها كالقطة تراقبها قبل النطة وإذا بالكرةö تهدأ وتستقر ترتعش في مكانها لغزا للفتاةö محيöر وكان الهمس قد انطفأ في أسرةö الأطفال ووقع الأقدامö قد انقشع عن طرقةö الدار وأرختö الرياح جدائلها تلعب بالأرجوحةö وورقö الأشجار وبينما هي تعالج حيرتها تسلل إلى أذنيها صوت مبحوح ينادي تعالي يا ليلى يجيء ويروح احتد سمعها فجأة وتيقظت جميع حواسöها في ليل مفتوح وتسابقت أنفاسها بثباتö طفلة ممدوح.
كانت الطفلة خائفة ولمصدر الصوتö متابعة وقبل أن تستريح السكينة في نفسها عاد الصوت المبحوح يهمس باسمöها يدب رعشة صغيرة في جسمها. بدا الصوت قادما من بعيد لكنها أحست أن شيء يصدره من قريب فالتفتت حولها تحاول أن تخترق أستار ليلها فهي والقمرö ساهرة وحدها. لم تدرك عيناها كائنا غريبا أو حركة حتى أنها فتشت في ثيابها وهمتö الصغيرة تعاتب خيالها وإذ به يعيد الكرة قائلا أنا هنا بالأسفل منك فالتفت إلي واقتربي تراجعت قدماها وتقدمت لا تدري ما ألم بهما فتبين له خوفها فطمأنها أنö الخير مقصدي والأمان وعدي وإلى اليمين اقتربي وحديثي تبيني واسمعي…أنا القمر لا محالة سيد الليل إذا حضرت كاملا بهي الابتسامةö والإطلالة.
فالتفتت إلى مخدعöه في السماء بين أكوامö السحب وتياراتö الهواء التي تنفض ما حوله وتبدöده هباء فوجدته لا يتحرك ولا يتحدث ولا فيه ما يدعوه لينادي اسمك أو يكلمك. وبالطبع قالت الفتاة في نفسöها إن شخصا يريد مقلبا بها أو إغواءها وإن الوقت أصبح متأخرا وأن تذهب للفراش أفضل̷