مجلس الوزراء.. مطلوب في الحديدة

محمد حسين النظاري


محمد حسين النظاري –
محمد حسين النظاري
سارع مجلس الوزراء للانعقاد بمدينتي تعز وعدن للوقوف على أهم احتياجات المحافظتين وهي خطوة صائبة ومرحب بها كونها تضع المسئول الأول للتنفيذ أمام ما تحتاجه تلك المحافظات والأهم من ذلك أن يجد الوزراء وجوههم بوجوه أولئك الطالبين للخدمات لا أقول الترفيهية منها بل الأساسية من صحة وماء وكهرباء ومشتقات نفطية.
ونحن نشاهد الوزراء وفي مقدمتهم دولة رئيس مجلس الوزراء يتقاطرون على تلك المحافظات لتلمس هموما نسأل أنفسنا أسئلة مهمة: أليست الحديدة من محافظات الجمهورية¿ وأليس أناسها بشر كباقي سكانها¿ وأليست الخدمات المقدمة لها لا ترتقي لأهميتها ولا لكثافة من يعيشون بها¿..إذا وجدنا الإجابة على تلك الأسئلة بنعم لدى مجلس الوزراء فسوف نسأل ما يجب أن يطرح عليهم: متى ستأتون وتجتمعون في الحديدة¿.
طبعا إذا لم يأت المجلس في الأيام القادمة للاجتماع فيها سواء في جلسة دورية أو استثنائية أو استعجالية أو اجتماع طوارئ فليسموه أي شيء المهم أن يشد المجلس بكامل عدته وعتاده نحو ما تسمى بعروسة البحر الأحمر.
إذا لم تأتوا الآن في عز الحر فلا داعي لمجيئكم بعد أن تكون الحرارة الشديدة قد قتلت البعض وأنهكت البعض الآخر.. قلنا وما زلنا نقول خافوا الله في ضعاف الحديدة – من لا يشتكون إلا لله- فلا شيوخ لهم يقطعون الطرق ولا قبائل معهم تمنع واردات الميناء إلى جميع المحافظات ولا مسلحين بها يمنعون تصدير النفط.. ليس بها إلا أناسا يكدحون في نهار شديد الحرارة ونساء وأطفالا يكابدون لهيب الجو داخل جدران لا تعرف الكهرباء طريقها إلا في سويعات محدودة فقط.
استبشرنا خيرا بتوجيهات الأخ الرئيس بتوفير ما تحتاجه الحديدة من خدمات أثناء لقاءه بمحافظها.. ولكننا قلنا لا نريد توجيهات عليا لا تجد إذانا مفتوحة لدى الوزراء ومن دونهم.. وفعلا هذا ما هو متوقع حدوثه فالجعجعة في الحديدة والطحين في تعز وعدن.
نحن هنا لا ننتقص من حاجة المدينتين وأهلها ولكننا نستغرب من التجاهل الكبير.. فدولة رئيس الوزراء ذهب إلى كل مكان داخليا وخارجيا واستعصى عليه الذهاب إلى الحديدة تلك المدينة التي تحتاج إلى أن يذرف دموعه عليها وعلى ما وصل الحال بها.
إذا كانت 6 أشهر – عمر الوزارة لغاية الآن- ليست كافية لأن يزور رئيس الوزراء وبقية وزراء حكومته هذه المدينة المهمة و6 أشهر تعني بكل بساطة ربع فترتهم على اعتبار أن الفترة الانتقالية حددت بعامين فقط فإذا كان المستغيثون لم يحصلوا في ربع الفترة على مجرد الزيارة فمتى سيكون التقييم¿ ومتى سيرفع بالاحتياجات¿ ومتى ستقر تلك الاحتياجات¿ والاهم من ذلك متى ستلبى¿.
إذا كنتم تستخفون بالحديدة وأهلها فإن صبرها وصبرهم لن يطول وعندها فقط ستخرج الأمور عن السيطرة.. ولكن متى حين لا ينفع استدراك الأمور وإصلاحها.. فالمدينة على وضعها الحالي بيئة خصبة للتمرد والعصيان وتمتلك المبررات –من وجهة نظر سكانها- ولن يكون الملام -حين تستميل الفئات المتطرفة المحتاجين فيها- سوى الحكومة فالفقر والحاجة دائما ما يكونان مرتعا ومساحة كبيرة يلعب فيها الخارجون على القانون.
وعلى هذا فمجلس الوزراء مدعو وبسرعة فائقة إلى النزول للحديدة ولو عبر الإنزال المظلي ولن يرحم الناس هذا المجلس وهم يرونه يتنقل بين محافظة وأخرى فيما هم بالحديدة يظلون خارج دائرة اهتمامه.
على المجلس أن يفكر مليا لو وصل الحال بالسلطة المحلية في الحديدة للقيام بقطع الإيرادات التي تستلمها الخزينة المركزية من سلة الحديدة وعليه أيضا أن يفكر لو تم إيقاف إمداد جميع المستوردين من بضائعهم الواردة عبر مينائي الحديدة والصليف وكذلك عندما تقرر منشآت النفط عدم مد بقية المحافظات بناقلات النفط والديزل.. تستطيع الحديدة بتلك المقومات وإيراداتها أن تعمل على سد حاجياتها بنفسها.. وهذا الحل رغم مراراته لأنه يعد تمردا على الدولة المركزية ولكنه سيظل خيارا لا مفر منه إذا ما استمرت الحكومة تدير ظهرها لاحتياجات الحديدة وأهلها. فهل تعي الحكومة ذلك¿ وتقطع الطريق على من في نفسه مرض.

قد يعجبك ايضا