وعثاء التخلف! 

علي ربيع



علي ربيع

علي ربيع
> لا توجد منطقة وسطى بين الدولة واللادولة فإما هذه وإما تلك  صحيح أن الزمن لا يمكن أن يعود إلى الوراء لتصحيح أخطاء الماضي لكن هذا هو أملنا في المستقبل هذا هو أملنا في التغيير والمواطنة هذا هو أملنا في اليمن الجديد الذي لا نعرف كيف يمكن أن نصل إليه في ظل تشتت الحاضر وقصور الوعي السياسي في بلد تتعدد فيها الولاءات للشيخ والمنطقة والحزب والأيديولوجيا  والدرهم والدينار وقد كشفت لنا الأشهر الماضية كثيرا مما كان لا يطفو على السطح الاجتماعي من أمراض اجتماعية لا تزال تتحكم بذهنية البشر.
التمترس والإلغاء والفجور في الخصومة  والرؤى التدميرية فاسدون يدعون الثورة وقتلة يلوحون بالورود وتجار حروب صاروا دعاة سلام وجنائز تاريخية انبعثت من جديد لتنوء حسب زعمها بصناعة مستقبل موعود وإعلام خارجي  ينفخ في النار ليجد ما يتحدث عنه وما يشغل به الناس في افتتاحيات نشراته وأخباره العاجلة وعلى اليمنيين أن يدفعوا ضريبة كل ذلك عاجلا وآجلا دما ومالا واقتصادا وسكينة اجتماعية. وكل ما نملكه نحن حملة الأقلام أن نحلم بدولة صافية من وعثاء التخلف وأن ندعو لليمن بأن يخرج من محنته أكثر قوة وأبهى حلة.
 إن الأحقاد حين تتحكم من النفوس تحول البشر إلى وحوش وحين يتحولون إلى وحوش فمن الصعب جدا أن نصدق أنهم يهدفون إلى تحقيق  خير الإنسان اليمني أو البحث عن يمن جديد وما حدث ظهر الجمعة الفائتة من قصف لمسجد دار الرئاسة يؤكد أن المستهدف ليس رئيس الجمهورية وحسب وإنما الدولة برمتها ظنا من هذه العصابات أن هذه هي الطريق الأقرب لحل المشكلة اليمنية أو لحل مشكلتهم مع الدولة.
أعلنت سهيل ونقلت عنها الجزيرة بمجرد حدوث القصف  مقتل الرئيس اليمني ومنذ أكثر من أسبوعين وسهيل ورديفاتها من وسائل إعلامية تهدد بمفاجأة السبعين مما يعني أن هناك أمرا يدبر وجرما يبيت وفعلا شاهدنا المفاجأة تحاول اغتيال كل رموز الدولة اليمنية بضربة واحدة دون التفكير في عواقب هذا العمل الغادر الذي يمكن أن يعصف باليمن .
إن المطلوب الآن من الذين وصفوا استهداف قوات الأمن لمليشيات الحصبة بالعيب الأسود أن يبحثوا عن لون أكثر قتامة لعيب قصف مسجد يصلي فيه الناس الجمعة آمنين مطمئنين وعلى الليبراليين والقوى التي ترى في نفسها أنها قوى تقدمية ألا تهلل وتكبر للحادث لأن المدنية والمجتمع الحديث لا يمكن أن يقوم على اغتيال الدولة والانقلابات المسلحة والاستقواء عليها وترهيبها.
وعلى المحللين السياسيين في قنوات الزيف والتضليل أن يحترموا عقولنا قليلا خاصة أولئك القابعين في فنادق الخمسة نجوم في عواصم عربية وغربية ويدعون أنهم ثوار ضد النظام رغم أنهم يكذبون ويكذبون حتى لو لم يجدوا تبريرا لقصف مسجد دار الرئاسة سوى القول جازمين بأن الرئيس حاول أن يغتال نفسه ورجال دولته وأنه هو الذي دبر المؤامرة لكي يبرر لنفسه استهداف عيال الأحمر والقضاء على ثورة الشباب!
النضال السلمي عمل مشروع لتحقيق مطالب الشعوب لكن النضال على طريقة الحصبة  لا يمكن أن يؤدي إلا إلى دمار وخراب وتفتيت لبنية الدولة وأي مقارنة لليمن بما يحدث في ليبيا هي مقارنة ساذجة وغبية ليبيا تخوض حربا أهلية بين شرق وغرب تدمر كل شئ بأمر النيتو  وبتمويل النفط العربي لكنهم يراهنون أولا وأخيرا على ثروة ليبيا ونفطها لتعويض المخرب كما راهنوا على نفط العراق وثرواته لدفع كلفة إسقاط صدام حسين فما الذي يمكن أن يراهن عليه ثوار اليمن لإعادة بناء اليمن!
أعترف متيقنا أننا لم نكن لنصل إلى ما وصلنا إليه لو كانت الدولة أكثر حزما وأكثر فاعلية أعترف أن الرئيس علي عبدالله صالح كان في مقدوره منذ زمن أن يخلص اليمن من ثعابين التخلف وغوغاء القبلية الهمجية وأن يقطع عمالة مئات من مشايخ اليمن وسياسييها الأشاوس للخارج الشقيق أو الصديق لكنه لم يفعل لأسباب تتعلق بفهمه لطريقة التعامل مع هذه القوى المتخلفة التي حاول أن يمدنها بالانخراط في العمل السياسي والنشاط التجاري لكنه من غير أن يعلم جذر قوتها وكرسها لتصبح أكثر تخلفا  ولكن بطريقة عصريةومهما يكن فنحن اليوم نتمنى له الشفاء العاجل هو ومن معه من رجالات الدولة الذين استهدفتهم أيادي القتل الغادرة ونثق أن أي حلول لمشكلة اليمن لابد أن تكون السلطة الحالية وعلى رأسها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الطرف الأكثر فاعلية في تحقيقها ولعل ذلك يكون قريبا.
 
 

قد يعجبك ايضا