ماذا تبقى ¿ 

معاذ الخميسي



معاذ الخميسي

معاذ الخميسي
يا الله إلى أي حال وصلنا..يا الله ما الذي نواجهه اليوم..وماذا يهددنا كبارا وصغارا..نساء ورجالا..وليس هناك أي استثناء أو مراعاة لأحد ..فمتى دقت ساعة -النصع- وجاء حوار الطرشان – قح ..دبم- لا أعتقد أن هناك فرصة لالتقاط شيء من دعوة..أو إمكانية للاذعان للعقل والمنطق ..ولما قد يقوله الساعون في الخير ولم الشمل وليس النافخون في نار الحرب والباحثون عن اقتتال لا يفرق ولا يستثني  !
قلناها..إلى هنا ويكفي..فلا فائدة..وكأننا نخاطب خشبا مسندة..وجدرانا صماء..وعقولا أغلقت على نفسها الأبواب من جميع الاتجاهات..فأصبحنا اليوم على ما هو أبشع في وطن كنا نظن أننا نخبئه في العيون و نغمض عليه بالرموش!
من الذي كان يتخيل أننا سنصل إلى هذا الحال..وأين الذين ظلوا يؤكدون أن الصوملة (كذبة)..والقاعدة (فزاعة).. والحرب (تخويف)..وحكاية (من طاقة إلى طاقة) أو (من باب إلى باب) ورقة مستهلكة..ومن قالوا أن المستحيل تحول الشوارع إلى مساحات للمواجهات المسلحة والاقتتالات.. أين أولئك الذين كانوا على معرفة تامة ومؤكدة إلى أين سنصل ..وما الذي سيحدث ومع ذلك لم يحاولوا تجنيبنا الويلات وهناك من يظهر ليتحدث لوسائل الإعلام بمنتهى الأريحية عن الاستعداد لتقديم الألف والألفين..وكأن هذا الرقم شيئ عادي جدا والذي يتحدث عنهم ليسوا بشرا..ولا أعتقد أن هذا يهمه مادام الضحية الإنسان البسيط..وكل من لا يمتلك حولا ولا قوة ممن يجلس في منزله مع أسرته..أو ممن يمشي في الشارع!
أين من ظلوا يبعثون رسائل التطمين ويؤكدون أنها مستحيلة ويذهبون الى اتهامنا بالتهويل  ونحن نبدي مخاوف طبيعية ونحذر من قادم مؤلم يحمل لنا الموت ويهددنا بالدماء..وهم يعرفون جيدا أننا سنصل إليه..كيف لا ..وفي اتجاه آخر نسمع من يتكلم عن الآلاف من الأنفس وكأنه في مزاد يجب علينا أن ننتظر فيه من سيزيد!
كرهنا أيامنا التعيسة التي مرت منذ أشهر ..وزادت كراهيتنا لتلك القنوات التي تريد أن نتقاتل وتريد لوطننا أن يتشظى ويتقسم ..ولمن يشاهدون اليمن ينهار وهم يستلذون بالمزيد من الزيت على النار ومن ظننا أنهم العقلاء فغابوا  ومن قلنا أنهم الحكماء فاختفوا ..ومن انتظرناهم يفضلون الخير على الشر ويغلبون العام على الخاص فما وجدنا منهم شيئا من ذلك..حتى وقد وصل الأمر إلى استهداف حياة الرئيس..وحياة الغلابة والمساكين..ودخول البلاد دوامة من الأخطار التي لم تشهدها من قبل!
لم نقل نحن – فقط – أن اليمن ليس (تونس..ولا مصر) وإنما قالها الخبراء في – دهاليز- السياسة والمحللون في الشأن السياسي والعسكري والجغرافي والتاريخي والاجتماعي عربا وغربا..وزادوا أن أكدوا بأن اليمن – برميل باروت – ومع ذلك ظل المكابرون يستبعدون أي مخاطر بل ويحولون أي مشروع للخوف والقلق إلى نكتة يتندرون بها على كل مواطن يخاف على وطنه ..وكل أب يخشى على أسرته وأولاده.. وكل أم تموت في اليوم عدة مرات فزعا على فلذات أكبادها..!
ماذا تبقى..والموت يترصدنا.. والقلوب ما عاد فيها متسع من رحمة ولا مجال للإحساس بالآخرين وهم بلا ذنب يتجرعون أياما عصيبة وأوضاعا سوداوية بسبب من أصروا على إيصالنا إلى هذا الحال..مع أن الدنيا سلامات..والقناعات لا أحد يستطيع أن يلغيها..والتغيير له طرقه ووسائله..!
إنها الفتنة تشتعل..تهدر الدم..تزهق الأرواح..تغتال الأمان..وتصادر الطمأنينة.. لا تفرق بين أحد..لعن الله من أيقظها..لعن الله من أيقظها..لعن الله من أيقظها..
 

قد يعجبك ايضا