أبين بين نشوة الفرح بانتصار الجيش وحسرة الدمار والخراب الذي خلفته الحرب

استطلاع صلاح سيف


استطلاع / صلاح سيف –

17 مدرسة أساسية و4 مجمعات ثانوية في زنجبار دمرت بنسبة 50%
جعار قليلة الدمار لكن الأمن غائب والرايات السوداء ما تزال ترفوف
الحاجة مريم: شوقي لزنجبار كشوق الذرة المبكر

بعد إعلان قوات الجيش سيطرتها الكاملة على مدينتي زنجبار وجعار في محافظة أبين وتحريرهما بشكل كامل من فلول القاعدة صباح الثلاثاء 12/6/2012م هب بعض نازحي أبين في محافظة عدن إلى فرزة أبين في محطة الهاشمي بمديرية الشيخ عثمان للبحث عن وسائل النقل البري كي تقلهم إلى محافظة أبين لتفقد مدينتهم وديارهم التي تركوها قبل عام قسرا بسبب الحرب وسيطرة أنصار الشر على مدن زنجبار وجعار وشقرة فيما خرج من لم يستطع السفر إلى ساحات المدارس وهم يحملون الطبول والدفوف ويرددون الأناشيد الوطنية والزوامل المعبرة عن اقتراب موعد العودة وانتهاء رحلة معاناة التشرد والنزوح, لكن نشوة الفرح بانتصار الجيش سرعان ما تلاشت عند البعض الذين عادوا إلى أبين ووجدوا منازلهم قد تحولت إلى حطام بفعل المواجهات المسلحة خاصة مواطني مدينة زنجبار الذين صدموا بعد اطلاعهم على حجم الدمار الذي خلفته الحرب في المدينة وحولتها إلى أنقاض وحقول من الألغام يصعب فيها العيش قبل تطهيرها من الألغام التي زرعها أنصار الشر في الشوارع والمباني قبل خروجهم منها مما يجعل المدينة في حاجة ملحة إلى خطة عاجلة لإعادة الإعمار وتوفير الخدمات الأساسية.

عند مدخل مدينة الكود المدخل الغربي لزنجبار يشعر المرء بمعنى النصر في وجوه الجنود المرابطين على مداخل المناطق والقرى في أبين إلا أن حجم الدمار في ذات المنطقة يجعل الفرحة لا تكتمل ويمكن القول أن معظم منطقة الكود متضررة وهو ما يجعل المدينة أمام محنة أخرى يواجهها أبناء زنجبار النازحون باستثناء المناطق الشمالية منها حتى المساجد لم تسلم من القذائف وحجم الدمار الذي خلفته الحرب في زنجبار كبير جدا كل الخدمات والمرافق الحكومية دمرت تقريبا مخلفات الحرب مازالت في الشوارع التي تحولت في أجزاء كبيرة منها إلى حفريات متعرجة كخنادق للقتال والبعض الآخر منها مغلقة بالخطوط الحمراء وكتب على ما تبقى من أرصفتها أو جدران المحلات والمنازل عبارات ملغمة بالخط الأحمر دون أن توضع أي حراسات أمنية على مداخلها لتحذير الناس بعدم المرور فيها خاصة الأميين والأطفال الذين لا يجيدون القراءة.
إحصاء حجم الدمار الذي أصاب مدينة زنجبار يبدو صعبا من خلال زيارة لبضعة ساعات خاصة إذا كنت غريبا على المدينة ولا تستطيع أن تتنقل في كل أرجاء المدينة بأمان كما تريد لأن شبح الخوف من الألغام المزروعة تثير الرعب في النفس لكني توغلت إلى بعض الأحياء الداخلية للمدينة فشاهدت الكثير من الأهالي الذين عادوا لتفقد منازلهم وأخذ أغراض إضافية منها للعودة بها إلى مكان النزوح فتطهير مدينتهم من عناصر “أنصار الشر” لا يعني أنها صارت صالحة للعيش فهي بحاجة لإعادة إعمار قد يطول عن مدة الحرب التي استمرت عاما كاملا حتى تصبح صالحة للحياة.
إعادة الأمل
* خالد الربوعي أحد نازحي أبين الذين عادوا لتفقد منازلهم في مدينة زنجبار ألتقيته في زنجبار قاعدا أمام منزله وهو يبكي بعد أن شاهد منزله المكون من طابقين قد تحول إلى حطام يقول خالد: لقد شعرت بفرحة كبيرة بعد إعلان الجيش تحرير مدينتي زنجبار وجعار وكانت فرحة النصر كبيرة لكن عندما شاهدت منزلي قد تدمر بالكامل كما هو أمامك وقد نهبت كل محتوياته أظلمت الدنيا في وجهي مرة أخرى فقد فقدت الأمل باستمرارية الحياة وصار حلم العودة الذي تفاءلت بها مجرد كابوس, فقد تبددت فرحتي وتضاعفت أحزاني وهمومي دمرت الحرب منزلي بالكامل وأصبحت اليوم بلا مأوى, أنا مواطن ليس لدي وظيفة حكومية ولا عملا ثابتا أشتغل بالأجر اليومي واليوم أنا مشرد بلا عمل و ظروفي المادية لا تسمح لي بإعادة بناء المنزل.
يشرد قليلا ثم يعود متابعة حديثه والغصة تملأ حلقه: ماذا أقول لزوجتي وأطفالي الذين ينتظرون أن أعود إليهم في عدن كي أخذهم لنعود جميعا إلى زنجبار, لكن يبدو أن هذا قدرنا حكم علينا أن نبقى نازحين في عدن نتجرع ذل الحياة ومرارة النزوح.
ويأمل خالد من حكومة الوفاق ومنظمات الإغاثة الإنسانية بذل أقصى الجهود من أجل التعجيل بسرعة إعادة إعمار منزله ومنازل المواطنين المدمرة من أجل إعادة الأمل إليهم بإمكانية استمرار الحياة حتى يتمكن من العودة مع من تبقى من النازحين إلى ديارهم في أبين, متمنيا أن لا يطول بقائهم في مخيمات النازحين في مدارس عدن فالحياة هناك مرة ومذلة كما يقول.
ماذا بعد النصر العظيم
* الأستاذ محمد عبدالله أحد نازحي أبين في مديرية خور مكسر بمحافظة عدن عاد إلى زنجبار لتفقد منزله ومن حسن حظه لم يدمر قال لـ”الثورة”: مشاعري بفرحة انتصار الجيش على فلول ا

قد يعجبك ايضا