جائزة نوبل للاستحمار

وليد المشيرعي


 - للأسف الشديد تم تخفيض القيمة المالية لجائزة نوبل بكل فروعها والمبرر في‮ ‬ذلك ليس له علاقة بانحطاط القيمة المعنوية للجائزة بقدر ما هو عائد إلى أزمة مالية في‮ ‬المداخيل حسب ما تقول اللجنة المانحة في‮ ‬مملكة السويد الشقيقة
وليد المشيرعي –

> للأسف الشديد تم تخفيض القيمة المالية لجائزة نوبل بكل فروعها والمبرر في‮ ‬ذلك ليس له علاقة بانحطاط القيمة المعنوية للجائزة بقدر ما هو عائد إلى أزمة مالية في‮ ‬المداخيل حسب ما تقول اللجنة المانحة في‮ ‬مملكة السويد الشقيقة وعندما أقول للأسف فأنا أعني‮ ‬هذا لأني‮ ‬كنت أزمع ترشيح شخصي‮ ‬المتواضع لنيل الجائزة باعتباري‮ ‬رمزا للاستحمار المحلي‮ ‬والإقليمي‮ ‬والدولي‮..‬
فعلى الصعيد المحلي‮ ‬أجد الحكومة تعاملني‮ ‬كصحفي‮ ‬وتطالبني‮ ‬في‮ ‬أدابياتها بالاضطلاع بدور محوري‮ ‬في‮ ‬ترسيخ الوحدة الوطنية ومكافحة الإرهاب ودعم توجهات الحوار والوفاق ومحاربة الفساد وتوعية المجتمع وتثقيف أبنائه ومساندة حركات التحرر وإسقاط الأنظمة الديكتاتورية وإرساء الأسس الديمقراطية السليمة لدولة النظام والقانون‮.‬
ورغم أن ما أتقاضاه مقابل عملي‮ ‬في‮ ‬الصحيفة الأولى للدولة‮ ‬يعجز عن مناطحة سقف الاستهلاك الشهري‮ ‬من مناديل الكلينكس عند أمثالي‮ ‬الصحفيين في‮ ‬الدول الشقيقة والصديقة فلا أزال أقوم بمهامي‮ ‬الصحفية وفق ما‮ ‬يرضي‮ ‬الله وما‮ ‬يمليه على منطق الاستحمار‮.‬
على الصعيد الإقليمي‮ ‬أجدني‮ ‬واحدا‮ ‬من‮ ‬22‮ ‬مليون إنساني‮ ‬يمني‮ ‬يفتحون أذرعهم على امتدادها لاحتضان الأشقاء المستثمرين من دول الجوار الذين لا تغريهم الأحضان الدافئة والمشاعر الفياضة بل‮ ‬ينظرون بالتوجس والريبة إلى‮ «‬الجنابي‮» ‬التي‮ ‬تزين الخواصر ورغم أن أحدا منهم لم‮ ‬يرحب بدعواتنا الخائبة فإننا لا نزال بانتظار تحقيق وعود لم تصدر قط ملتزمين بالمبدأ الاستحماري‮ ‬الشهير الذي‮ ‬صدحت به فيروز في‮ ‬أغنيتها المعروفة‮ «‬تعا ولا تجي‮ ‬واكذب علي‮.. ‬الكذبة مش خطية‮» ‬دوليا أنا من بلد‮ ‬يقبع في‮ ‬ذيل قائمة الفقر العالمية حاضره الغذائي‮ ‬والأمني‮ «‬مجغوص‮» ‬ومستقبله المائي‮ ‬والسكاني‮ ‬على شفى الهاوية بينما الأيدي‮ ‬المانحة مغلولة إلى أعناق المؤتمرات والوعود المائعة على طريقة صاحب البلاد حربا‮ ‬شا أشقي‮ ‬وشا أندي‮ ‬لك موه شا أنكرك¿ ورغم كل ذلك‮ ‬يخوض هذا البلد نيابة عن المجتمع الدولي‮ «‬ضروسا ضد أشرس وأعتى تنظيم إرهابي‮ ‬عالمي‮ ‬ضحى فيها بخيرة أبنائه وراهن بالكثير من مقدراته وطاقاته تجسيدا للحقيقة المؤلمة حين‮ ‬يكون الاستحمار خيارا وحيدا ومرتبطا بمسألة الوجود من عدمه‮.‬
لكل ذلك أطالب بترشيحي‮ ‬ومنحي‮ ‬جائزة نوبل للاستحمار عل وعسى أن تخفف قيمتها المالية بعضا من الآدمي‮ ‬وحتى لا‮ ‬يقال عني‮ ‬ذات‮ ‬يوم‮ «‬حمار مات بأجرته‮»‬

قد يعجبك ايضا