ما أرخص الإنسان.. ‬في‮ ‬هذه الأوطان‮!!‬

إبراهيم محمد طلحة

 - قد‮ ‬يكون هذا الكلام مكررا‮ ‬وقد أكون سمعت هذه الجملة عدة مرات‮ ‬ولكن الكتابة عن‮ «‬هوان الإنسان في‮ ‬أوطان العربان‮» ‬كتابة في‮ ‬صميم الوهن وكبد الغثاء
إبراهيم محمد طلحة –
قد‮ ‬يكون هذا الكلام مكررا‮ ‬وقد أكون سمعت هذه الجملة عدة مرات‮ ‬ولكن الكتابة عن‮ «‬هوان الإنسان في‮ ‬أوطان العربان‮» ‬كتابة في‮ ‬صميم الوهن وكبد الغثاء‮..‬
تصوروا أن الأوطان‮ «‬الأعرابية‮» ‬التي‮ ‬لم تصنع إبرة ولم تزرع بذرة لم تنتج سلعة‮ ‬وكل حياة شعوبها استهلاك في‮ ‬استهلاك‮.. ‬تصوروا أن هذه الأوطان تسف أتربة هجير الصحراء‮ – ‬أيضا‮ – ‬في‮ ‬عيون بني‮ ‬آدم‮.. ‬هذه الأوطان التي‮ ‬تفتخر بالمال ولا شيء‮ ‬غير المال‮ ‬لأنها لا تملك تاريخا‮ ‬مجيدا‮ ‬ولا حضارة عظيمة ولا ترسانة عسكرية ولا قوى بشرية‮.. ‬هذه الأوطان تسخر من الإنسان وتهين كرامته وتقضي‮ ‬على طاقاته وإمكاناته‮.. ‬ألا‮ ‬يكفي‮ ‬أن الإنسان القادم إليها ما قدم إلا بعد أن أهين في‮ ‬بلده وأهدرت قيمته¿‮!! ‬هل‮ ‬يجب أن‮ ‬يموت مرتين¿‮!!‬
قبل أيام قليلة‮ ‬أو تزيد على القليلة‮ ‬شارك أحد اليمنيين‮ «‬المساكين‮» ‬في‮ ‬برنامج جماهيري‮ ‬شهير هو برنامج‮ «‬آرابس جوت تالينت‮» ‬على قناة الإم‮. ‬بي‮. ‬سي‮» ‬وحولته اللجنة والقاعة إلى‮ «‬مسخرة‮» ‬و»مضحكة‮»‬‮ ‬يتندرون عليه بشكل عنصري‮ ‬واضح‮ ‬ويستهزئون به بإضافة طابع الاستهزاء إلى شعب من ورائه هو شعب اليمن العظيم‮.. ‬شعب الحكمة والإيمان‮.‬
قد‮ ‬يكون الرجل وضع نفسه في‮ ‬هذا الموضع المحرج‮ ‬نعم‮.. ‬ولكن‮.. ‬أن‮ ‬يتحول طاقم البرنامج وجو البرنامج ومشاهدو البرنامج إلى وحوش كاسرة‮ ‬تغرس أنيابها ونواجذها في‮ ‬كيان شعب بأسره ضاحكة على كل واحد في‮ ‬اليمن‮ ‬من خلال فرد واحد شارك في‮ ‬الإمارات‮ ‬فإن هذا عيب وألف عيب‮ ‬وعار وشنار‮ ‬لوكان هذا الرجل سعوديا‮ ‬أو إماراتيا‮ ‬أو حتى أردنيا‮ ‬أو مصريا‮ ‬فإنه قد‮ ‬يفكر طاقم التحكيم وجمهور القاعة وفريق البرنامج ألف مرة قبل أن‮ ‬يحولوه إلى‮ »‬نكته‮«.. ‬والمشكلة فيه أنه كان‮ ‬يمنيا‮ ‬خلوقا‮ ‬أرق قلبا‮ ‬وألين فؤادا‮ ‬وأرفع أخلاقا‮.. ‬كل ذنبه أنه حاول أن‮ »‬يعجب‮« ‬الجمهور بلحن‮ ‬يمني‮ ‬فلم‮ ‬يستطع‮.. ‬وهؤلاء‮ – ‬طبعا‮ – ‬يظنون أنفسهم من طبقات سكان الدول المتقدمة‮.. ‬تبا‮ ‬لتقدمهم في‮ ‬مجرد‮ «‬اللعب بالفلوس في‮ ‬مكبات النفوس‮»!!..‬
لو ذهب أحد اليمنيين لطلب لقمة العيش في‮ ‬إحدى تلك الدول أو ذهب لطلب العلم والمعرفة‮ «‬القليلة أصلا‮ ‬لديهم لولا التسخيرات المالية‮» ‬لساموه سوء المعاملة‮ ‬عكس ما‮ ‬يجدون لدينا‮ ‬وهم لايأتون إلا للنزهة والسياحة والترفيه‮.. ‬أحدنا لو ذهب إليهم‮ «‬عاملا‮» ‬قالوا له‮: ‬ممنوع عليك الدراسة‮ ‬ولو ذهب إليهم‮ «‬طالبا‮» ‬قالوا له‮: ‬ممنوع عليك العمل‮.. ‬أشقاؤهم اليمنيون في‮ ‬نظرهم‮ «‬أجانب‮»‬‮ ‬ولا‮ ‬يرحبون بهم كما‮ ‬يرحبون بـ»الاجانب‮» ‬الحقيقيين من‮ ‬يهود ونصارى ومجوس

قد يعجبك ايضا