ليكن عيدنا عيدين
حسن اللوزي
حسن اللوزي
حسن اللوزي
بكل المشاعر الوطنية الحميمة..مشاعر الاعتزاز بإنجاز النصر الأعظم للثورة اليمنية المباركة(سبتمبر وأكتوبر) بتحقيق الوحدة اليمنية الخالدة وتمجيدا للمعاني السامية الوطنية والدينية التي تؤكدها وترسخ وجودها مناسبة العيد الحادي والعشرين للجمهورية اليمنية الذي هو عيد امتلاك الشعب لحقيقة قوته ولأصالة وجوده واكتمال اقتداره..هذا العيد الذي يرمز إلى أعمق من كونه مجرد حلم سعى وناضل من أجله شعبنا طويلا ليحققه في لحظة تاريخية من أزكى لحظات الوطن اليمني..ليرقى هذا العيد إلى مستوى أزكى الأعياد الوطنية وقد تحقق فيه استواء تاريخ شعب أبي أصيل ظل ممزقا يعاني من التشطير وآلامه ونكباته المريرة حتى استطاع أن ينجز نصر الاكتمال لوجوده بإعادة توحيد الأرض وامتلاك الكيان الواحد المكتمل البنيان لدولة الوحدة باندماج دولتين في كيان دولة واحدة كامل السيادة..واضحة السياسة..محددة الأهداف والمسيرة..لأنها آتية إلى عمق ذلك من وحدة الثورة اليمنية التي عالجت أخطر الأدواء وحررت البلاد من مظالم واستبداد العهدين المبادين الإمامي والاستعماري..ليحقق شعبنا وبفضل قيادته الحكيمة المقتدرة ممثلة بفخامة الأخ/ علي عبد الله صالح_رئيس الجمهورية ذلكم الوثوب العملاق للمكانة المرموقة لليمن كما هي في أصل الوجود والتاريخ وفي واقع الجغرافيا وعمق الخارطة الاستراتيجية في المنطقة العربية التي نعيش فيها..وإعادة مسار التاريخ اليمني إلى مداره ومركزه في الوجود وفي الفعالية وفي اقتدار مواجهة التحديات والصعوبات والبدء في وضع اللبنات القوية الواحدة تلو الأخرى في البناء الوحدوي الديمقراطي الجديد!!
وإذا كانت الوحدة غاية عقيدية دينية ووطنية بحد ذاتها فإنها مثلت في الحياة اليمنية المعاصرة مرحلة جديدة من مسيرة الثورة اليمنية المباركة بعد أن تحصنت الدولة الفتية باختيار الديمقراطية نهجا سياسيا لممارسة الحكم وللتداول السلمي للسلطة في ظل التعددية الحزبية والسياسية وإطلاق حرية نشاط مؤسسات المجتمع المدني.
غير أن هذه الدولة اليمنية الفتية اليوم وهي تنطلق إلى العقد الثالث من عمرها السرمدي بإذن الله تعيش مخاضات سياسية صعبة بدت قبل عدد من السنوات الماضية وكأنها من ضرورات اجتراح طريق النضوج لأدوات وتكوينات كل ديمقراطية ناشئة كي تقوي مفاصلها الفاعلة في التفاعل والتدافع الذي يحقق معنى الممارسة الديمقراطية التي هي شراكة وتدافع من أجل مضاعفة أرصدة النجاح في كافة حقول البناء والتطوير والتغيير..النتيجة التي تتمثل في التحول الذي يتم إنجازه في فترة معينة قد تطول أو تقصر وتكون ثمرة تفاعل وعطاء للتجربة الجديدة على أرض الواقع وفي تفاعلات حياة المجتمع وتبين مدى قوتها وإثمارها عبر علاقة الندية والتفاعل بين مؤسسات الدولة والمجتمع في بوتقة عمليات الاستفتاء والانتخابات العامة الحرة والمباشرة وليست هذه الكتابة معنية بتقييم ذلك لأن موضوعها الابتهاج بالعيد الوطني والتطلع لأن يكون أيضا عيدا للوفاق والاتفاق الوطني على حد سواء..ذلك أن كثيرا من المواطنين مع هذه المناسبة يراودهم حلم واحد..وهو حلم الخروج من المحنة القائمة ولذلك فإنهم يدعون الله العلي القدير بأن يستجيب لهم ويستعينون به من كل مكروه قد يمس وطنهم الغالي راجين بأن لا يتحول هذا الحلم إلى كابوس واقعي رهيب وقد صار مبعثا لكثير من الآلام والأحزان وأكثرها جورا وفداحة ما يتصل بحقيقة المخاطر المحدقة بوطننا العزيز الغالي..وطن الوحدة..والحرية..والديمقراطية طموحات التنمية المستدامة.
نقول ذلك ونحن نستقبل العيد الوطني الحادي والعشرين للجمهورية اليمنية وتتم الاستعدادات النفسية والعملية للاحتفاء في ضوء الإمكانيات المتاحة بالمعاني والدلالات العقيدية الدينية والقومية المتصلة به بكل ما نستطيع مؤملين بأن يكون هذا العيد عيدين..عيدا للوفاق والاتفاق الوطني الى جانب كونه العيد الوطني الحادي والعشرين للجمهورية اليمنية وهو من أقدس وأهم أعيادنا الوطنية لأنه يختزل في معناه الجليل حقيقة انتصار الثورة اليمنية المباركة واكتمالها بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية وتحصينها باختيار نهج الحرية والممارسة الديمقراطية كسبيل لحكم الشعب نفسه بنفسه وبناء مشروعه الحضاري الجديد الذي انطلقت خطواته التاريخية الكبرى من اللحظات الأولى لفجر الثاني والعشرين من مايو عام 1990م.
ولا شك بأننا لا يمكن أن نرقى لمستوى اقتناص الفرصة الوطنية والوجدانية المهمة لصناعة عيدين في عيد واحد خالد ومتجدد إلا باهتداء واستجابة خصوم الحياة السياسية في المعارضة للحياة السياسية نفسها ولأهم متطلبات الحفاظ عليها وصيانتها ومعايشتها من خلال القبول باجتراح الحوار والجلوس على مائدته الوطنية في أجواء من الصفاء النفسي..والانفتاح الأخوي..والاطمئنان بأن مصير الوطن ما زال بيد العقلاء والحكماء من أبنائ