جامعة صنعاء.. Œعظم الله أجر الجميع˜



سعيد شجاع الدين
اليوم وبعد مرور ما يقارب ثلاثين يوما لا تزال جثة عماد في ثلاجة مستشفى (48) بانتظار القول الفصل والمتمثل بإلقاء القبض على القتلة وتقديمهم للعدالة لكي ينالوا جزاءهم ويتمكن عماد من النوم بهدوء في إحدى مقابر العاصمة هذه المدينة التي استضافته لثلاث سنوات إلا أنها لم تستطع المحافظة على حياته وتمكينه من إنهاء دراسته الجامعية والحصول على بكالوريوس تجارة.
لا أظن بأن صنعاء وهي المدينة التي تمنح الحياة لا أظن أنها عاجزة عن فعل شيء ولعل في مجيء أم عماد ووالده على إثر الفاجعة التي أصابت الجميع بصدمة رسالة قوية تحمل الكثير من المعاني الإنسانية لا سيما أنها تعبر عن مشاعر المئات من الآباء والأمهات ينتظرون عودة أبنائهم حاملين مؤهلاتهم الجامعية فالدنيا ما تزال بخير وما حدث لعماد لن يتكرر بإذن الله والقاتل معروف للجميع تمثل في صورة قاطع طريق يعتاش على إزهاق أرواح الناس هذا ما تحكيه السويعات الأخيرة في حياة عماد الذي خرج ذات صباح إلى أطراف العاصمة ليبحث عما يعينه على مواصلة دراسته فقد كان يعمل ويدرس أنهت العصابة حياته على طريق آنس في بقعة قالوا إنها تابعة لبني سويد.
والد عماد الأستاذ يحيى محمد شجاع الدين مدير مدرسة في إحدى القرى أصبح اليوم على باب التقاعد الوظيفي إنه لا يملك إلا مرتبه الذي بالكاد يفي بمتطلبات الحياة الأساسية هو على ثقة أن الأجهزة الحكومية والعقلاء من القوم لن يخذلوه وهو القائل لاااا في وجه من يطالب بالتحرك القبلي للمعاملة بالمثل لقد قال إنه سيسلك طريق الدولة ولو طال به المسير.
أتمنى ألا تخذلنا تلك الأجهزة الحكومية وإن كنت أرى ما يثير الشك ويدعو للسخرية في هذا الجو المليء بالأحزان فعماد ليس الطالب الجامعي الوحيد بالأمس القريب نشرت جامعة صنعاء تعزية في صحيفة حكومية تعزي أسرة طالبة قالت الجامعة إنها توفت وهي في طريقها إلى كلية أرحب نتيجة حادث مروري لقد جاءت مبادرة الجامعة عملا إنسانيا وستظل كذلك إذ الوفاء يأتي في مثل هذه المناسبات ومواساة الأهل تخفف من ألم الفراق لكن الحال مختلف مع عماد إذ الجاني هارب ناهيك أن والد المجني عليه تربوي أو قل موظف عادي وإخوته بلا عمل هذا ما زاد ألمي في الوقت نفسه ففي الصحيفة نفسها وبمساحة أكبر عبر أحد التجار المعروفين عن عميق حزنه لوفاة الطالبة عينها (رحمها الله) كانت التعزية موجهة لأخيها (رئيس مصلحة الجمارك) فيما جامعة صنعاء خاطبت أسرة الطالبة ولسان حالها (إياك أعني فافهمي يا جارة) أما أنت أيها المدير فابنك مقيد في كلية التجارة خمر أي إنه بجامعة عمران وشتان بين الثنتين ويكفي الأولى أنها قديمة في كل شيء ويكفيها أيضا أنك أيها المدير تخرجت في إحدى كلياتها وفي كليات أخرى تخرج رجال هم في طريقهم إلى تقديم التعازي للوطن كله..
إلى Œعماد˜ .. Œأمينة˜.. Œالدولة˜.. : لقد قرأت هذا المقال فور الانتهاء منه قرأته على… سألتها عن رأيها فقالت لي: (سخيف)..

قد يعجبك ايضا