اليمن أولا 

عبدالعزيز الهياجم


عبدالعزيز الهياجم

عبدالعزيز الهياجم:
 نريد حوارا يتوافق فيه الجميع على جميع القضايا أو على الأقل أولوياتها المتعلقة بالإصلاحات السياسية والديمقراطية وإجراء الاستحقاق الانتخابي البرلماني ووضع حلول للملفات الساخنة التي لا ينبغي أن تظل مفتوحة .
ونتمنى أن هذا الحوار يشمل الجميع وينخرط فيه الجميع من أجل اليمن ومصالحها وفي مواجهة التحديات المحدقة بها بحيث يتحمل كل طرف مسؤوليته دون تململ أو تنصل, لكن ينبغي أن ندرك في المقابل أن هناك جداول زمنية وأفقا لأي حوار لا أن تظل الأمور محل تجاذب إلى ما لا نهاية.
من غير المقبول أن يكون لدينا حزب حاكم يتصرف بديكتاتورية ويتعاطى مع القضايا من جانب واحد, لكن في المقابل من غير المقبول أن تكون لدينا أحزاب معارضة ديكتاتورية تتصرف من منظورها هي وتذهب بنا إلى حالة فراغ وفوضى.
قبل نحو سنتين وافقت المعارضة المنضوية في إطار اللقاء المشترك على التمديد سنتين للمجلس النيابي ولاستمرار الحزب الحاكم حاكما وفقا لأغلبيته في خطوة أثارت الاستغراب, وكشفت حقيقة أن هذه الأحزاب ليست مغفلة أو أنها ساذجة بحيث تمنح الحاكم الذي لا تستسيغه أصلا عامين إضافيين, ولكنها بالمفتوح غير جاهزة لدخول الاستحقاق الانتخابي البرلماني.
ومع اقترابنا من الموعد المفترض للاستحقاق الانتخابي المؤجل يبدو أن أحزاب المشترك لا زالت غير جاهزة لهذا الاستحقاق مع أن الشعب في أوج الحاجة لقول كلمته بشأن مختلف قضاياه والتعبير عن رفضه لكل مظاهر الفساد والتدهور المعيشي والصعوبات الاقتصادية التي تواجهه, وإذا لم يراهن على معارضة قوية وقادرة على تحمل مسؤولياتها بكل شجاعة وبكل وطنية فعلام يراهن وكيف له أن لا يشعر بالإحباط وهو يرى أطرافا حزبية تحصر الديمقراطية والاستحقاقات الدستورية في حصصها ونصيبها من اللجان وغيرها.
صحيح أننا لا نستطيع أن ننكر أو نخفي أن الوطن يعيش أزمات عديدة وصحيح أن الحزب الحاكم يواجه أزمات وتحديات..لكن الصحيح أيضا أن المعارضة تعيش أزمة حقيقية تجعلها بهذا الوضع غير قادرة على اتخاذ خطوات وقرارات شجاعة ويصبح الرفض والتمنع هو خير وسيلة للهروب إلى الأمام وعدم المواجهة أو القدرة على الاعتراف بأن لديها أزمة.
وأنا هنا كمواطن لا أتحدث بلسان الحاكم ونكاية بالمعارضة ولكني أقول بالفم المليان نحن نعاني من قصور وأخطاء وسلبيات لدى الحزب الحاكم واختلالات وفساد وعبث يمارسه متنفذون محسوبون عليه وعلى حكومته, وأريد مثل باقي الناس أن يكون هناك معارضة قادرة على تقديم البديل وتمكيننا من احداث تغيير يصب في مصلحة الوطن وفي مصلحتنا كمواطنين لكن ماذا نفعل إذا لم نكن جاهزين للتغيير في الوقت الذي نجد فيه أحزابنا المعارضة غير جاهزة وغير قادرة على أن تشكل بالنسبة لنا الرهان والأمل والحل.
فمتى يدرك الجميع ويدرك المعنيون في أحزابنا حقيقة هذه الأزمة وفداحة انعكاساتها ومتى يضعون حدا لكل هذا التململ والتواري ويتعاملون وفق مفهوم أن اليمن أولا وأن تغليب مصلحة اليمن ومصلحة هذا الشعب تأتي فوق أي اعتبار آخر وقبل أي مصالح أنانية ذاتية أو حزبية.

قد يعجبك ايضا